احتشد طلاب كلية العلوم الاجتماعية بجامعة طهران، في مظاهرة احتجاجية ضد سياسات الاتجار بـ "الحرم الجامعي"، و"الفصل بين الجنسين"، والتركيز على المشاهير؛ بهدف إبعاد الطابع السياسي عن الجامعة، ورفع الطلاب في هذه المظاهرة شعارات تدافع عن حقوق العمال وتدعم حركة "المرأة، الحياة، الحرية".
وأشارت المجالس الطلابية، في تقرير نُشر يوم الأحد 27 أكتوبر (تشرين الأول)، إلى أن طلاب جامعة طهران نظموا تجمعهم أمام ملعب كلية العلوم الاجتماعية، مؤكدين حقهم في التعبير عن آرائهم.
وردّد المتظاهرون شعارات مثل: "المرأة، الحياة، الحرية"، و"من يغضّ الطرف متواطئ مع القمع"، و"سياسة التركيز على المشاهير تهدف لإضعاف الفعاليات السياسية الطلابية"، و"العمال مسؤولون عن الدفاع عن حقوقهم"، و"العمل الخيري يعني تنصل الدولة من مسؤولياتها".
كما حمل بعض الطلاب لافتات داعمة لحقوق العمال مكتوبًا عليها: "عمال منجم طبس لا يحتاجون إلى المشاهير، بل إلى نقابات عمالية مستقلة".
ومن الشعارات الأخرى، التي كُتبت على لافتات الطلاب المحتجين: "لا لإقصاء النساء من المجالات العامة"، و"العمال يجب أن يكونوا مسؤولين عن الدفاع عن حقوقهم"، و"لا للمراقبة بالكاميرات في الفضاءات العامة للحرم الجامعي"، و"الجامعة الأمنية والقمعية تخنق صوت الانتقاد".
وكتبت المجالس الطلابية تعليقًا على هذه التظاهرة: "بعد تأخر البرنامج (الذي أثار احتجاج الطلاب)، تبيّن أن بعض الشخصيات المشهورة قررت عدم المشاركة في اللحظات الأخيرة، ليتم إطلاق البرنامج، دون حضورهم".
وبحسب التقرير، فقد حضر أفراد الأمن الجامعي منذ بداية التجمع، مانعين المتظاهرين من توجيه كلماتهم إلى الضيوف أو قراءة بيانهم.
واختتم الطلاب احتجاجهم بقراءة بيانهم وترديد شعارات، ومنها: "المرأة، الحياة، الحرية"، و"لا ثكنة ولا شركة، تحيا الجامعة".
بيان طلاب كلية العلوم الاجتماعية بجامعة طهران
أصدر مجموعة من طلاب كلية العلوم الاجتماعية بجامعة طهران بيانًا يدين تنظيم مباراة كرة قدم بمشاركة بعض الشخصيات المشهورة، واصفين هذا الحدث بـ "العرض الريائي".
ورأى الموقعون على البيان أن إدارة الجامعة نظمت هذه الفعالية لتغيير صورة كلية العلوم الاجتماعية من مكان للاحتجاج والانتحار وتعرض الطلاب للضرب، إلى "فضاء ديناميكي فارغ من السياسة"، في إطار سعيها لإخفاء واقع المكان.
وأكد الطلاب أن قضايا مثل الانتحار تعكس أزمة اجتماعية تتأثر بعوامل مثل "غياب التضامن الاجتماعي، وقمع الفضاء الطلابي، وتجاهل الجامعة للمشكلات النفسية للطلاب والأوضاع السيئة في السكن الجامعي"، معتبرين أن هذه الفعاليات هي جزء من سياسة إخفاء الأبعاد الاجتماعية لهذه الظواهر.
واختتم الطلاب بيانهم بسؤال: "من هم المسؤولون عن قمع الطلاب؟"، مشيرين إلى أن "إعادة تشكيل صورة الكلية بهذه الطريقة تفيد فقط الجهات القمعية؛ حيث يسعى الجناة لإخفاء آثار جرائمهم".
تزايد الضغوط الأمنية على الطلاب والأساتذة
قام النظام الإيراني، منذ وصوله إلى السلطة، باعتقال وسجن أو فصل الطلاب والأساتذة المعارضين للنظام، ومنذ بداية الحراك الشعبي الإيراني قبل عامين، شهدت الجامعات تشديدًا في الإجراءات الأمنية وتأديب الطلاب.
ووفقًا للتقارير، تم اعتقال أو تعليق أو فصل أكثر من 12 ألف طالب في إطار حراك "المرأة، الحياة، الحرية"، مع منع العديد منهم من مواصلة تعليمهم أو الاستفادة من السكن الجامعي.