أعلن رئيس شرطة التحقيقات الجنائية في محافظة أذربيجان الشرقية، محمد تقي سلطاني، عن 20 دعوى قضائية تتعلق بواقعة الحقن بالماء المقطر بدلا من أدوية العلاج الكيميائي في مستشفى "وليعصر" بمدينة تبريز. وهي القضية التي هزت إيران مؤخرا.
وأوضح سلطاني أن هذه القضايا تم إعدادها بعد استدعاء أولياء دم المتوفين، وأُحيلت إلى الجهات القضائية المختصة.
وفي تصريح أدلى به يوم 28 ديسمبر (كانون الأول)، قال محمد تقي سلطاني: "تم اعتقال مساعد ممرض وثلاثة من المتواطئين معه من قبل عناصر الشرطة الجنائية". وأكد أن هؤلاء الأشخاص اعترفوا بسرقة الأدوية ونقلها إلى سوق الأدوية السوداء في طهران لبيعها.
وكانت صحيفة "اعتماد" قد نشرت يوم 20 ديسمبر (كانون الأول) تقريرًا يفيد بارتفاع كبير وغير مبرر في عدد الوفيات بقسم العلاج الكيميائي بمستشفى "ولي العصر" الدولي. وفي 21 ديسمبر (كانون الأول)، أكدت السلطات الرسمية أن موظفي المستشفى استبدلوا أدوية العلاج الكيميائي بالماء المقطر، ما أسفر عن اعتقال أربعة أشخاص على خلفية القضية.
وصرح أصغر جعفري روحي، مساعد رئيس جامعة العلوم الطبية في تبريز، أن المخالفات التي وقعت في المستشفى تتعلق بشكل واضح بمعالجة مرضى السرطان في قسم العلاج الكيميائي، مشيرًا إلى ارتكاب الطاقم الطبي أخطاء وانتهاكات جسيمة. لكنه أعرب عن عدم معرفته بالفترة الزمنية التي وقعت فيها هذه المخالفات، مؤكدًا أن التحقيقات جارية لتحديد جميع الجوانب المتعلقة بالقضية. وأشار إلى أن الانتهاكات تركزت بشكل خاص على الأدوية باهظة الثمن المستخدمة في علاج مرضى السرطان.
من جانبه، ذكر شهريار مختاري، مساعد مدير المستشفى، أن بعض أسر مرضى السرطان كانوا يتبرعون بأدوية ذويهم المتوفين لمساعدة المرضى الأقل قدرة من الناحية المادية، إلا أن بعض العاملين في المستشفى استغلوا هذه الأدوية لبيعها في السوق السوداء. وأكد مختاري أنه تم اعتقال أربعة موظفين على خلفية هذه المخالفات، مضيفًا أن أحدهم، المتهم ببيع الأدوية، أُفرج عنه بعد يوم واحد من اعتقاله بكفالة مالية.
يشار إلى أن هذه القضية أثارت جدلاً واسعًا وألقت بظلالها على ثقة المواطنين بالخدمات الصحية، فيما تواصل الجهات المختصة التحقيقات لتحديد المتورطين كافة ومحاسبتهم قانونيًا.