أعلن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن حكومة بلاده يجب أن تكون مستعدة لـ"التحديات الجديدة" في العام الميلادي المقبل، وذلك أثناء زيارته الرسمية اليوم إلى بكين. وتأتي تصريحات عراقجي قبل أقل من شهر على عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وكان عراقجي قد وصل اليوم الجمعة 27 ديسمبر (كانون الأول)، إلى العاصمة الصينية بكين، في أول زيارة رسمية له كوزير للخارجية الإيرانية.
وبحسب تقارير إعلامية إيرانية، من المقرر أن يناقش عراقجي، خلال هذه الزيارة "التحولات الإقليمية والدولية، إضافة إلى تبادل وجهات النظر حول العلاقات الثنائية وتنفيذ برنامج التعاون الشامل أيضًا".
وفي تصريحات أدلى بها فور وصوله إلى بكين، حول أهداف زيارته إلى الصين، قال عراقجي: "إن الهدف الأساسي هو إجراء مشاورات حول القضايا الإقليمية والدولية، وأيضًا العلاقات الثنائية مع الصين".
وأضاف عراقجي: "على مدى السنوات الماضية، كنا دائمًا نجري مشاورات وثيقة مع الصين بشأن جميع القضايا الإقليمية والدولية. الوضع الحالي حساس بطبيعته، والمنطقة تشهد توترات، كما أن هناك قضايا على الصعيد الدولي".
وبعد فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية، ازدادت التكهنات بشأن نهج الإدارة الأميركية القادمة تجاه طهران.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" مؤخرًا، نقلاً عن مسؤولين مطلعين، أن بعض أعضاء فريق ترامب، الذين يناقشون توابع سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يدرسون بجدية خيارات لمنع إيران من الحصول على السلاح النووي، بما في ذلك "ضربات جوية استباقية".
وأكد عراقجي، في بكين أن "الملف النووي لدينا سيواجه في العام الجديد وضعًا يتطلب منا مزيدًا من المشاورات. يجب أن نكون مستعدين للتحديات الجديدة المتعلقة بالمنطقة والمستوى الدولي ومجلس الأمن".
وكان مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أصدر، في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قرارًا ضد البرنامج النووي الإيراني. وردت طهران بالإعلان عن تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة ومتقدمة.
وقبل إصدار هذا القرار، وصف سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن زيادة احتياطيات اليورانيوم الإيرانية بأنه "مثير للقلق"، وقال، في مقابلة مع "إيران إنترناشيونال": "إن هذا يشير إلى محاولة إيران الحصول على قدرات نووية، وعلى العالم اتخاذ إجراءات لمنع ذلك".
وتأتي زيارة عراقجي إلى بكين في وقت أشير فيه سابقًا إلى أن إيران مصممة على العثور على مشترين للنفط المرسل إلى ميناء "داليان" الصيني، قبل عودة ترامب إلى البيت الأبيض.
وتخشى السلطات في طهران من أن تؤدي عودة ترامب إلى تقليص قدرتها على الوصول إلى شحنات النفط الموجودة في "داليان"، التي تُقدَّر قيمتها بنحو مليار دولار. ولهذا السبب، أُمرت قوات الحرس الثوري الإيراني ببيع النفط المحظور المخزن في ميناء "داليان"، الواقع في شمال شرقي الصين، من خلال شركات وسيطة.
وتوجد لدى إيران مخاوف جمة من أن تؤدي عودة سياسة "الضغط الأقصى"، التي تبناها ترامب سابقًا، إلى تقييد وصولها إلى هذه الموارد النفطية.
وبحسب المعلومات الواردة إلى "إيران إنترناشيونال"، فسيتم استخدام الاعتمادات المالية لشركات إيرانية مقرها الصين لبيع هذه الشحنات النفطية.