تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بمواصلة استهداف كل من يحاول إلحاق الأذى بدولة إسرائيل، وسط دعوات متزايدة من المسؤولين الإسرائيليين بتوجيه ضربات مباشرة ضد إيران ردًا على الهجمات المستمرة التي تنفذها جماعة الحوثيين المدعومة من طهران على تل أبيب.
وقال نتنياهو أمام الكنيست الإسرائيلي: "إسرائيل تعزز قوتها الرادعة، وتضرب كل من يسعى لإيذائها، وهي تعمل على إسقاط أذرع الإرهاب الإيرانية واحدة تلو الأخرى".
وأضاف نتنياهو أن طهران لا تزال "مشغولة بلعق جراحها من الضربات التي ألحقتها بها إسرائيل"، مؤكدًا أنه أصدر تعليمات للجيش الإسرائيلي في الأيام الأخيرة بمهاجمة أهداف استراتيجية لجماعة الحوثيين المسلحة في اليمن ردًا على إطلاقهم الصواريخ باتجاه إسرائيل.
وأوضح: "هذه ليست الضربة الأولى ولن تكون الأخيرة. لقد دمرنا أصولًا إرهابية مهمة استخدمها الحوثيون، والمبدأ الذي وضعناه بسيط للغاية: من يحاول إيذاءنا، سنضربه بقوة لا هوادة فيها".
ورغم الغارات الجوية المتعددة التي نفذها الجيش الإسرائيلي وحلفاؤه الأميركيون ضد مواقع الحوثيين في الأيام الماضية، فإنهم لم ينجحوا في وقف هجمات الحوثيين على إسرائيل.
وأكد متحدث باسم الحوثيين أمس الاثنين أن الجماعة المدعومة من إيران شنت هجومين بطائرتين مسيرتين استهدفتا مدينتي عسقلان وتل أبيب الإسرائيليتين.
ويرى بعض المسؤولين الإسرائيليين أن الحل يكمن في استهداف إيران مباشرة. وقال زعيم جبهة الوحدة الوطنية الإسرائيلية بيني غانتس خلال اجتماع مع فصيله: "الحل في طهران: إذا أردتم وقف إطلاق الحوثيين، عليكم ضرب إيران مباشرة".
كما أوصى رئيس جهاز الموساد ديفيد بارنياع القيادة السياسية في إسرائيل بمهاجمة إيران بدلًا من الحوثيين في اليمن، وفقًا لما نقلته تقارير إسرائيلية. وقال بارنياع: "علينا أن نستهدف الرأس، إيران".
وفي وقت سابق، شنت إسرائيل ضربات انتقامية ضد إيران، أسفرت عن تدمير جزء كبير من نظام الدفاع الجوي الإيراني، بحسب مسؤولين غربيين بمن فيهم رئيس أركان الدفاع البريطاني.
ورغم حديثه عن الرد على الحوثيين، امتنع نتنياهو عن مناقشة ضربات إضافية محتملة ضد إيران، لكنه شدد على عزم إسرائيل منع طهران من الحصول على أسلحة نووية. وقال: "نحن لا نغفل عن إيران التي تهدد بالقضاء علينا، ونحن مصممون على منعها من الوصول إلى الأسلحة النووية وأي أسلحة أخرى قد تهدد مدننا".
من جانبها، حذرت إيران منذ مايو (أيار) الماضي عبر تصريحات لمسؤولين كبار، بمن فيهم مستشار المرشد علي خامنئي، من أن أي هجوم على منشآتها النووية سيدفعها إلى تغيير عقيدتها النووية.
ورغم تجاوز طهران للحدود الدولية لتخصيب اليورانيوم وتسريع برنامجها النووي، تواصل التأكيد على أن برنامجها سلمي تمامًا. ومع ذلك، تصاعدت الدعوات في إيران لمتابعة تطوير أسلحة نووية بعد الغارات الإسرائيلية التي دمرت بطاريات الدفاع الجوي الإيرانية.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، دعا 39 نائبًا إيرانيًا إلى تغيير العقيدة النووية، مشيرين إلى التوترات مع إسرائيل، دون ذكر هجوم مباشر على المنشآت النووية.