مصير نتائج الانتخابات الأميركية وانعكاسات ذلك على إيران احتلت أهمية قصوى في الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الثلاثاء 5 نوفمبر (تشرين الثاني).
صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية عنونت في مانشيتها اليوم: "الرئيس الجديد وطهران"، وقالت رئاسة دونالد ترامب بالنسبة لطهران ستكون غير معروفة الملامح، إذ إن ترامب يصرح مرة بأنه سيتعامل بقسوة وشدة مع إيران، ومرة أخرى يكشف عن رغبته في التوصل لاتفاق معها إذا وصل إلى البيت الأبيض.
أما فوز كمالا هاريس فذلك يعني استمرار المسار الفعلي للإدارة الأميركية في التعامل مع طهران، ولا يتوقع أن نشهد اختلافا يذكر في نهج الولايات المتحدة الأميركية تجاه جميع الملفات المختلف عليها.
صحيفة "همشهري"، المقربة من أروقة الحكم، نشرت صورة كبيرة لهاريس وترامب وهما يقبضان معا على مسدس نحو الكاميرا (إيران) وعنونت: "متواطئون ضد إيران"، وقالت إن ترامب وهاريس يعتبران وجهان لعملة واحدة بالنسبة لطهران.
صحف أخرى أبرزت التناقض في تصريحات المسؤولين الإيرانيين حول الرد الإيراني المحتمل على إسرائيل، حيث أبرزت صحيفة "سازندكي" كلام بزشكيان حول إمكانية أن تعيد إيران النظر في طبيعة ردها على تل أبيب إذا ما قبلت بقرار وقف إطلاق النار في لبنان وغزة.
صحف أخرى نقلت كلام رئيس "معهد أبحاث المعرفة الأساسية" الإيراني محمد لاريجاني- وهو شقيق علي لاريجاني رئيس البرلمان السابق وصادق لاريجاني رئيس السلطة القضائية السابق- حيث ذكر ما يعارض كلام بزشكيان جملة وتفصيلا، وقال: "نحن ندعم وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، لكن ذلك لن يؤثر في ردنا على إسرائيل، وردنا سيكون حتميا ومؤلما للغاية".
في شأن آخر أشار عدد من الصحف إلى تصريحات الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان حول "الحرب الاقتصادية" التي تواجهها طهران. وقال بزشكيان إن إيران لا تخشى من الحرب، لكن "التحدي الحقيقي الذي يواجه البلاد، وقد يعوقنا ويشل حركتنا هو الأزمات الاقتصادية".
كما لفتت بعض الصحف مثل "وطن أمروز" إلى هجوم بزشكيان على ألمانيا، وانتقاده الشديد لها بسبب احتجاجها على إعدام مواطنها جمشيد شارمهد في إيران، وكتبت الصحيفة مشيدة بتصريح بزشكيان: "دون مجاملة مع ألمانيا".
واتهم بزشكيان ألمانيا بقتل "الأطفال والنساء وقطع الطرق والمياه والطعام عن الناس"، متسائلًا: "هل أنتم بشر؟"، وذلك في إشارة إلى دعم ألمانيا لإسرائيل.
والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"هم ميهن": النظام الإيراني يعتبر أميركا شرا مطلقا وهذا لا يخدم المصالح الإيرانية
انتقد الدبلوماسي الإيراني السابق جاويد قربان أوغلي النهج السائد في إيران تجاه الولايات المتحدة الأميركية، وقال: "مع الأسف توجد في إيران نظرة صفرية تجاه الولايات المتحدة الأميركية، فطهران تعتبر أميركا شرا مطلقا، وهذه النظرة لا تخدم المصالح الإيرانية عالميا، لأن الولايات المتحدة هي أكبر اقتصاد في العالم".
وأضاف: "هذا التوجه السائد في إيران يمنعنا من التعامل والاستفادة من الفرص الموجودة في العالم، ويزيد من فرص خصومنا ودورهم في العمل ضدنا، كما أنه يتعارض مع الفكرة الواقعية التي تنص على ضرورة تغليب المصالح على باقي الأمور في العلاقات الدولية".
لكن الكاتب أشار إلى أن "إيران تفضل تقليديا الرئيس الديمقراطي، وإن كان ذلك لا يعني أن فوز هاريس سيعني تحسين الوضع بالنسبة لطهران، لكن عموما فإن وجود رئيس ديمقراطي في البيت الأبيض يعني مجالا أوسع لإيران لكي تتنفس قليلا".
وأشار إلى أن طهران الآن تصدر يوميا نحو مليون ونصف المليون برميل من النفط، وهذا يعني أن لغة الحوار الإيراني أفضل مع الديمقراطيين، لأن الجمهوريين ومعهم إسرائيل ينتقدون تغاضي الإدارة الأميركية الحالية عن صادرات إيران النفطية.
"همشهري": لا فرق بين الديمقراطيين والجمهوريين وكلاهما متفقان على العمل لإضعاف إيران
صحيفة "همشهري" الأصولية عارضت هذا الرأي، وقالت إن من يعتقدون بأن هناك فرقا بين الجمهوريين والديمقراطيين تجاه طهران هم مخطئون، لأن قادة كلا الحزبين يتفاخرون بحجم عدائهم مع إيران.
وأضافت الصحيفة: "الشواهد والأدلة تظهر أن الجمهوريين والديمقراطيين وبدل التنافس يتفاخرون على بعضهم البعض بحجم عدائهم تجاه إيران. كما أن سجل الديمقراطيين في ما يتعلق بالعقوبات تجاه طهران هو أكثر سوادا".
وذكرت "همشهري" أن تاريخ الحزبيين الجمهوري والديمقراطي يظهر أن كلاهما مجمعان على العمل لإضعاف إيران، وأن الفرق بينهما يخص النهج والطريقة.
كما أشارت الصحيفة أن كلا الحزبين يدعمان أعمال الشغب (الاحتجاجات الشعبية) التي تشهدها إيران بين الحين والآخر، مشيرة إلى احتجاجات عام 2009 التي شهدتها إيران ودعمتها إدارة أوباما الديمقراطية، وكذلك احتجاجات عام 2019 في عهد ترامب الجمهوري، وأيضا احتجاجات عام 2022 في عهد بايدن الديمقراطي، حيث دعموا جميعها هذه الاحتجاجات المناهضة للنظام، حسب ما جاء في الصحيفة.
"مردم سالاري: انتقاد تصريحات مستشار خامنئي حول إمكانية تغيير العقيدة النووية لإيران
قال المحلل السياسي والدبلوماسي السابق قاسم محب علي في مقابلة مع صحيفة "مردم سالاري" إن هناك في إيران من يظنون أن الحرب ستكون لصالح البلاد في ظل ما تتعرض له من ضغوط وتهديدات، لهذا فهم يصعدون في الخطاب تارة بالحديث عن تغيير العقيدة النووية، وتارة بالحديث عن قطعية الرد على إسرائيل.
وأوضح محب علي أن الثابت والمؤكد هو أن الحرب لن تحقق المصالح الإيرانية القومية، والفوز لن يكون عبر الحروب والعقوبات، وإذ ما استمرت الضربات المتبادلة بين إيران وإسرائيل فإننا قد نشهد حربا شاملة في المنطقة لا يمكن اجتنابها.
وحول تصريحات كمال خرازي، رئيس المجلس الاستراتيجي للشؤون الخارجية ومستشار المرشد علي خامنئي حول إمكانية تغيير العقيدة النووية لإيران أي العمل نحو امتلاك قنبلة نووية، قال محب علي: "لابد أن نعرف أن امتلاك السلاح النووي من قبل دولة بقدرات متوسطة (إيران) لا يمكن أن يخلق الردع المطلوب مقابل دول مثل الولايات المتحدة الأميركية أو تحالف مثل تحالف الناتو".
كما حذر الكاتب من تبعات ذلك على الصعيد الاقتصادي، حيث توقع أن تدخل البلاد سباق تسلح بلا جدوى، وستكون التكاليف الاقتصادية باهظة، ما يعني تخلف البلاد في التنمية والتقدم الاقتصادي.