أفاد مصدر إسرائيلي مطلع، لقناة "إيران إنترناشيونال" بأن طائرات "إف-35" الإسرائيلية اخترقت الأجواء الإيرانية في الهجوم الأخير على أهداف عسكرية إيرانية، وذلك لأول مرة.
وبحسب المصدر، فقد توغلت هذه الطائرات في سماء طهران وقصفت أهدافًا، كما أفاد بعض الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي بسماع أصوات طائرات حربية في العاصمة الإيرانية، خلال الهجوم.
كما أفادت القناة 11 الإسرائيلية بأن أنواعًا مختلفة من الطائرات الحربية التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، بما في ذلك إف-35، وإف-16، وإف-15، شاركت في هذه العملية. وبحسب التقرير، فقد حملت بعض الطائرات قنابل، بينما حملت أخرى صواريخ اعتراضية لحماية الطائرات وإمكانية الاشتباك الجوي.
وفي وقت مبكر من صباح أمس السبت، 26 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، شنت طائرات الجيش الإسرائيلي هجومًا انتقاميًا على عشرات الأهداف العسكرية في إيران.
وكانت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية قد أعلنت، في بيان سابق، أن إسرائيل نفذت الهجوم "من مسافة بعيدة" باستخدام المجال الجوي الخاضع للجيش الأميركي في العراق على بُعد 100 كيلو متر من الحدود الإيرانية.
وأوضح البيان أن طائرات الجيش الإسرائيلي أطلقت "من مسافة بعيدة عدة صواريخ جوية بعيدة المدى ذات رؤوس حربية خفيفة جدًا تعادل خُمس رأس صاروخ باليستي إيراني"، استهدفت بعض الرادارات الحدودية في محافظات إيلام وخوزستان ومحيط محافظة طهران.
وأضافت هيئة الأركان العامة الإيرانية أن الهجمات الإسرائيلية ألحقت أضرارًا "محدودة وطفيفة" بفضل "أداء الدفاع الجوي للبلاد في الوقت المناسب"؛ حيث تضررت بعض الأنظمة الرادارية، وتم إصلاح بعضها على الفور، بينما لا تزال أخرى قيد الإصلاح.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية "إرنا"، أن أربعة من أفراد الجيش الإيراني قُتلوا في الهجوم الإسرائيلي، وهم كل من: سجاد منصوري، ومهدي نقوي، وحمزة جهاندیده، ومحمد مهدي شاهرخي فر.
وأفاد مراسل موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي، نقلاً عن ثلاثة مصادر مطلعة، أن أحد الأهداف الرئيسة لإسرائيل في الهجوم على إيران كان 12 "خلاطًا كوكبيًا" تستخدم لإنتاج الوقود الصلب للصواريخ الباليستية بعيدة المدى، وتُعد من المكونات الحيوية لبرنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية. ووفقًا للمصادر الإسرائيلية، فإن هذه الخلاطات تتكون من قطع متقدمة جدًا لا تستطيع إيران تصنيعها محليًا، ويتم استيرادها من الصين، وقد يستغرق إنتاجها من جديد على الأقل عامًا واحدًا.
وبحسب التقرير، فقد تم استهداف أربعة أنظمة دفاع جوي من طراز "إس-300" كانت منتشرة في مواقع استراتيجية لحماية طهران والمنشآت النووية ومواقع الطاقة الإيرانية.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصدرين في إيران، أحدهما عضو في الحرس الثوري، أن ثلاث قواعد صاروخية للحرس الثوري في محافظة طهران استُهدفت في الهجوم الإسرائيلي، وأضاف المصدران أن الطائرات المُسيّرة الإسرائيلية هاجمت أيضًا منطقة بارشين العسكرية قرب طهران؛ حيث أصابت إحدى الطائرات المُسيّرة هدفها.
ووصف النائب الأول للرئيس الإيراني، محمد رضا عارف، الهجوم الإسرائيلي الأخير بأنه "عدوان"، وقال إن "على المعتدي أن ينتظر الرد". وهدد قائلاً: "سنرد بما يتناسب مع حجم عدوان المعتدي، وفي الوقت والظروف المناسبة، وقد جرى هذا العمل رغم كل الشعارات التي أطلقوها وتحديدهم لمهل".
وفي أعقاب الهجوم الإسرائيلي، سعى مسؤولو النظام الإيراني إلى التقليل من أهمية الحدث، وهو ما اعتبره المراقبون محاولة للتهرب من المساءلة.
وقال الصحافي والمحلل السياسي، جمشيد برزگر، في تصريح لـ "إيران إنترناشيونال": "إن طهران تسعى إلى التقليل من شدة الهجمات الإسرائيلية… ولم يعد خطاب الانتقام أساسًا ضمن المفردات السياسية لقادة النظام الإيراني، وهم غير معنيين بإظهار رد فعل".
الجدير بالذكر أن إيران قد استهدفت الأراضي الإسرائيلية بنحو 200 صاروخ باليستي، مساء الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، في ثاني هجوم مباشر للحرس الثوري الإيراني على إسرائيل.
ونقلت وكالة بلومبرغ الأميركية، يوم 13 أكتوبر، بناءً على بيانات صادرة عن مصلحة الضرائب الإسرائيلية، أن الهجوم الإيراني الأخير ألحق أضرارًا بالأملاك الخاصة للمواطنين الإسرائيليين تقدر بما بين 150 و200 مليار شيكل (ما يعادل 40 إلى 53 مليون دولار).