أعلنت العلاقات العامة لهيئة الطب الشرعي في محافظة مازندران، شمالي إيران، يوم الثلاثاء 15 أكتوبر (تشرين الأول)، عن ارتفاع عدد ضحايا تناول المشروبات الكحولية المغشوشة في المحافظة إلى 25 شخصاً، بينهم 21 رجلاً و4 نساء.
وكان علي عباسي، مدير عام هيئة الطب الشرعي في مازندران، قد أشار في 8 أكتوبر (تشرين الأول) إلى أن عدد الوفيات جراء المشروبات المغشوشة في الأسبوعين السابقين لهذا التاريخ بلغ 21 شخصاً، بينهم 18 رجلاً و3 نساء.
حصيلة الضحايا في محافظة جيلان
وأعلنت جامعة العلوم الطبية في جيلان، يوم الاثنين، عن ارتفاع حالات الوفاة إلى 18 شخصاً، بالإضافة إلى استقبال 66 مريضاً ظهرت عليهم أعراض ضعف عام، وخمول، وآلام في البطن وتشوش في الرؤية، نتيجة تناول المشروبات الكحولية المغشوشة.
وصرح محمد تقي آشوبی، رئيس جامعة العلوم الطبية في جيلان، أن 37 مريضاً خضعوا لغسيل الكلى، بينما أصيب 3 منهم بمشكلات بصرية.
وفي سياق متصل، أعلن إسماعيل نياركي، رئيس محكمة جيلان، الأسبوع الماضي عن اعتقال المسؤولين عن توزيع المشروبات الكحولية المغشوشة في المحافظة.
وأوضح أنه تم توقيف شخص بتهمة "القتل العمد"، إلى جانب شخصين آخرين، أحدهما موزع والآخر صاحب مطعم، بتهمة توزيع هذه المشروبات، وقد تم وضعهم رهن الاحتجاز المؤقت.
كما أشار نياركي إلى أن مذكرة توقيف صدرت بحق شخص آخر هارب، وتم إغلاق وتشميع المطعم الذي تم فيه توزيع هذه المشروبات بناءً على أوامر المحقق.
حالات التسمم في زنجان
وأعلن داريوش تقلي لو، رئيس وحدة الإسعاف في زنجان، يوم السبت عن تسجيل 6 حالات تسمم بالكحول في المحافظة. وذكر أن 4 من هذه الحالات تعرضت للتسمم بالإيثانول، في حين أن حالتين تعرضتا للتسمم بالميثانول.
اعتقالات في همدان
وأفاد عباس نجفي، المدعي العام في همدان، يوم الأحد، عن ارتفاع عدد الوفيات بسبب المشروبات الكحولية المغشوشة في المحافظة إلى 11 شخصاً.
وأوضح أن المتوفين كانوا يتلقون العلاج في المستشفى، وأن الوفيات حدثت خلال الأسبوع الماضي.
وأشار نجفي في وقت سابق إلى توقيف 10 أشخاص على خلفية قضية الوفيات الناتجة عن التسمم بالمشروبات الكحولية المصنّعة يدوياً.
فرضية الإرهاب البيولوجي
ونشرت صحيفة "اعتماد" في 10 أكتوبر (تشرين الأول) تقريراً عن وفاة 41 شخصاً وإصابة 343 آخرين جراء تناول مشروبات كحولية ملوثة بالميثانول في 4 محافظات خلال 10 أيام.
ونقلت الصحيفة عن أحد أطباء علاج الإدمان في جيلان قوله: "من غير الممكن أن يكون منتجو المشروبات الكحولية في 4 محافظات قد أنتجوا مشروبات مسمومة في نفس الوقت. هذه الكارثة تثير فرضية الإرهاب البيولوجي".
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يسقط فيها ضحايا بسبب المشروبات الكحولية المغشوشة في إيران.
فقد شهد العام الماضي حالات تسمم ووفيات نتيجة تناول مشروبات مغشوشة أو كحول صناعي.
ورغم إعلان السلطات الأمنية مراراً عن اعتقال متورطين في إنتاج وتوزيع المشروبات الكحولية المغشوشة، وتشميع أماكن تصنيعها، يتهم نشطاء مدنيون الحكومة بتهيئة الظروف لانتشار المشروبات المغشوشة من خلال حظر بيع وتناول المشروبات الكحولية.
يشار إلى أنه في إيران، لا يُحظر فقط بيع المشروبات الكحولية، بل إن استهلاكها أيضاً يعد غير قانوني.
ويتم معاقبة من يتم القبض عليه بتهمة استهلاك الكحول في المرة الأولى بـ80 جلدة، وإذا تكرر الأمر، قد يُحكم عليه بعقوبة "الحد" التي تصل إلى الإعدام.
ورغم هذه القيود، صنفت منظمة الصحة العالمية في تقرير عام 2018 إيران في المرتبة التاسعة من حيث استهلاك المشروبات الكحولية، وأفادت بأن معدل استهلاك الفرد من الكحول في إيران يبلغ 25 لتراً سنوياً.