ملامح التصعيد تلوح بالأفق رغم ادعاءات جميع الأطراف برغبتهم بخفض التصعيد وتجنب الحرب الشاملة بين إيران وإسرائيل.
الولايات المتحدة أعلنت عزمها نقل منظومة دفاع جوي المخصصة لاعتراض الصواريخ الباليستية إلى إسرائيل، وهو ما أثار التكهنات باحتمالية أن تقوم تل أبيب بضرب منشآت نووية إيرانية حساسة في الأيام أو الأسابيع المقبلة.
الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الاثنين 14 أكتوبر (تشرين الأول) تناولت هذه التطورات، وذكرت بعض الصحف أن "الغرب سيقف مع إسرائيل في كل السيناريوهات"، وعلى طهران أن لا تتصور مواجهة مع إسرائيل دون مشاركة الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها الغربيين، الذين لا يترددون في إعلان دعمهم ومساندتهم لإسرائيل.
صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية أشارت إلى أن إسرائيل بدأت تعمل على تهيئة الرأي العام العالمي لشن هجمات على إيران، من خلال الادعاء بأن طهران ضالعة في هجوم السابع من أكتوبر.
الصحيفة أيضا نقلت كلام المسؤولين الإيرانيين الذين نفوا أي دور لطهران في عملية "طوفان الأقصى"، وعنونت في مانشيتها ليوم الاثنين: "لم يتم التواصل مع حماس قبل السابع من أكتوبر".
صحف أخرى لفتت إلى التحركات الحثيثة التي تقوم بها إيران في الأيام الأخيرة، ممثلة بزيارات مسؤوليها إلى دول المنطقة، في محاولة منها لمنع وقوع صراع كبير، يبدو أن طهران أدركت بأنها غير مستعدة له.
كما ذكرت بعض الصحف مثل "آرمان ملي" أن "إسرائيل باتت غير قابلة للاحتواء من قبل حلفائها الغربيين"، وعلى الرغم من عدم رغبة هؤلاء الحلفاء بوقوع صدام، إلا أنهم ربما سيجدون أنفسهم مجبرين على خوض الصراع يورطهم فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
من الملفات الأخرى التي تناولتها بعض الصحف، لا سيما الصحف الإصلاحية، هي قضية الدعوة لصنع قنبلة ذرية من قبل بعض المسؤولين والنواب البرلمانيين في إيران لمواجهة إسرائيل.
صحيفة "مردم سالاري" وصفت هذه الدعوات بأنها "لعب خطير في ملعب إسرائيل"، وأكدت ضرورة أن يكف هؤلاء الأفراد عن مثل هذه الدعوات الخطيرة، مشددة على ضرورة أن تهتم السلطة بالتنمية الاقتصادية، وكسب ثقة الشعب بدل التفكير في صنع السلاح النووي.
والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"هم میهن": ما هي أهداف نقل منظومة الدفاع الجوي "ثاد" الأميركية إلى إسرائيل؟
أشارت صحيفة "هم ميهن" إلى نقل الولايات المتحدة منظومة الدفاع الجوي "ثاد" المخصصة لاعتراض الصواريخ الباليستية بعيدة المدى في إسرائيل، برفقة عسكريين أميركيين سيشرفون على تشغيلها.
وقالت إن هذه الخطوة لها أبعاد مختلفة، ويمكن أن يترتب عليها أحد السيناريوهين التاليين؛ الأول أن تكون واشنطن اتفقت مع تل أبيب على نشر هذه المنظومة الدفاعية مقابل أن تحد إسرائيل من ردها، وأن تجعله محدودا لا يؤدي إلى حرب شاملة.
السيناريو الثاني- حسب الصحيفة الإيرانية- هو أن تكون واشنطن وإسرائيل اتفقتا على شن هجوم كبير وواسع على المواقع والمنشآت الإيرانية، وبالتالي فإنهما يتوقعان رد فعل من طهران، ما دفع بواشنطن بنقل هذه المنظومة الدفاعية في إسرائيل.
الصحيفة استبعدت أن يقبل نتنياهو بخيار الرد المحدود، موضحة أن مساعي إسرائيل الأخيرة حول ربط هجوم السابع من اكتوبر بإيران، والتأكيد على معرفة طهران بذلك، يكشف عن محاولة من تل أبيب لتوجيه الهجوم على المواقع والأهداف الإيرانية.
"همدلي": هل تفاجئ إسرائيل أميركا والدول الغربية بالهجوم على المنشآت النووية الإيرانية؟
طرحت صحيفة "همدلي" بعض الأسئلة حول مستقبل الصراع بين إيران وإسرائيل إذا ما شنت هذه الأخيرة هجمات على المواقع النووية الإيرانية، وما هو موقف الولايات المتحدة الأميركية من الحرب الشاملة بين طهران وتل أبيب؟ وأين ستقف دول الجوار الإيراني من هذه الحرب الكبيرة؟
الصحيفة استندت إلى تقارير وسائل إعلام إسرائيلية وغربية، أكدت أن تل أبيب لن تفكر في استهداف مواقع نووية في الهجوم المرتقب، وإنما ستكون الأهداف المواقع العسكرية ومنشآت النفط والغاز المهمة، بالإضافة إلى مقر رئاسة الجمهورية والمقار الأصلية للحرس الثوري.
الصحيفة قالت إن عدم استهداف المنشآت النووية الإيرانية هي رغبة أميركية، لكن بدا واضحا في الأيام والأسابيع الماضية أن بايدن له نفوذ محدود على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي توعد طهران برد قاس يجعلها تندم على هجومها الأخير على إسرائيل.
الصحيفة ذكرت أيضا أن الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية قلقة من أن نتنياهو سيفاجئهم بالهجوم على المنشآت النووية في إيران، لأنه يفكر بأن الفرصة سانحة الآن لإنهاء الملف النووي الإيراني بعد إضعافه لقدرات حزب الله اللبناني، معتقدة أن هذا الهجوم لو حصل بالفعل فإنه سينهي كافة الخطوط الحمراء بين البلدين، وسيضعهما امام حرب شاملة ومفتوحة.
"أترك": ما هو مصير ملف رفع الحجب عن الإنترنت في إيران؟
قالت صحيفة "أترك" إن رئيس الجمهورية مسعود بزشكيان، على الرغم من أنه جاء بشعار رفع الحجب عن الإنترنت والتطبيقات المحظورة في إيران، إلا أن معارضيه لديهم نفوذ أكبر وأكثر تأثيرا، ما يجعل رفع الحجب مستبعدا على المدى القريب على الأقل.
الصحيفة قالت إن بزشكيان رغما من وعود بإنهاء هذه الأزمة في مجال الإنترنت، إلا أنه وبعد مرور أكثر من 70 يوما من وصوله إلى منصب رئاسة الجمهورية فإن رفع الحجب لم يحدث، بل إن الأمور قد ساءت، وأصبحت جودة وسرعة الإنترنت في وضع أصعب.
وقالت "أترك" إن العائق الأساسي أمام رفع الحجب هو "المجلس الأعلى للعالم الافتراضي"، وهو مجلس شكل بأمر وقرار من المرشد علي خامنئي، وضم المجلس أعضاء في الحكومة، لكن الأغلبية هي من المؤسسات والشخصيات المحسوبة على خامنئي، ما يجعل أي قرار في خصوص رفع الحجب يكون بموافقة وتأييد من المرشد علي خامنئي.
الصحيفة خلصت إلى أن مهمة رئيس الجمهورية في هذا الصدد "معقدة وصعبة للغاية"، حيث يتواجد في هذا المجلس أعضاء وشخصيات متنفذة ومعروفة بمعارضتها لرفع الحجب عن الإنترنت، والإبقاء على الوضع الراهن، وهو ما يعد فشلا لحكومة بزشكيان التي رفعت شعار رفع الحجب كأحد أبرز وعودها الانتخابية.