تناولت الصحف الإيرانية اليومية، الصادرة الأحد 13 أكتوبر (تشرين الأول) عددًا من الملفات والقضايا الداخلية والخارجية، وبينما اهتمت الصحف الأصولية بزيارة رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف إلى بيروت، أبرزت الصحف الإصلاحية حضور الرئيس الإيراني بجامعة طهران وسماع آراء الطلاب المعارضين.
ونشرت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، صورة لقاليباف وهو أمام موقع مدمر بفعل القصف الإسرائيلي، وعنونت بالقول: "قاليباف في ميدان بيروت"، وذكرت أن رحلة قاليباف، الذي قاد بنفسه الطائرة، التي أقلته إلى لبنان، كانت محاولة لكسر الحصار، وإثبات أن إيران ستقف بجانب حزب الله بكل قوة وثبات.
كما كتبت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد الإيراني، علي خامنئي، حول زيارة رئيس البرلمان إلى لبنان، وعنونت في صدر صفحتها الأولى، اليوم: "لبنان ليس وحيدًا.. قاليباف يذهب إلى بيروت حاملاً رسالة خامنئي"، فيما وصفت صحيفة "جام جم"، التابعة لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيراني، رحلة قاليباف بـ "رحلة النصر"، قائلة إن هذه الزيارة بعثت برسالة اقتدار إيراني إلى إسرائيل.
وعلى الصعيد الداخلي ضخّمت الصحف الإصلاحية من سماح بزشكيان لطالب من التيار الأصولي بالحديث، خلال مشاركته في حفل بجامعة طهران بمناسبة العام الدراسي الجديد، وكتبت عناوين مختلفة حول سعة صدر بزشكيان وقدرته على سماع صوت المعارض، خلافًا للرؤساء الأصوليين السابقين، أمثال رئيسي وأحمدي نجاد اللذين كانا يعتقلان كل من يعارضهما في العلن، ويضيقان على الأصوات المخالفة.
وأشارت صحيفة "سازندكي" إلى الموضوع، وعنونت بالقول: "لتحيا المعارضة"، فيما ذكرت "آرمان امروز" أن تصرف بزشكيان هذا أكد عزمه وإصراره على تحقيق الوفاق والمصالحة الداخلية مع التيار الآخر، الذي يبذل كل جهده لإفشال هذه المحاولات الهادفة إلى توحيد الصف وإنهاء الخلافات الداخلية.
"مصير قاآني المجهول" كان عنوانًا آخر اهتمت به صحيفة "كيهان"، لكنها اعتبرت أن اختفاءه منذ أكثر من عشرة أيام متعمد، وأن الحرس الثوري أخفاه كحرب نفسية ضد أعداء إيران، نافية كل الأخبار والتقارير، التي تتحدث عن إصابته أو مقتله في قصف إسرائيلي على بيروت.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في تغطية الصحف التالية:
"كيهان": أين إسماعيل قاآني؟
على الرغم من استمرار الغموض في ملف قائد فيلق القدس الإيراني، إسماعيل قاآني، فإن الصحف الموالية للنظام لا تتردد في اعتبار ذلك إنجازًا للنظام؛ حيث تدعي أن النظام تعمد إخفاء قاآني كوسيلة للحرب النفسية ضد الأعداء، الذين لا يعرفون عن مصير قائد فيلق القدس شيئًا، ويعيشون في الشكوك والشائعات المثارة حوله، متجاهلة أن هذه الشكوك والشائعات نفسها أحبطت كثيرًا من معنويات الأنصار والمؤيدين، الذين لا يدرون عن مصير قاآني شيئًا، في ظل التقارير حول مقتله أو إصابته في بيروت قبل 10 أيام، عندما ذهب إلى هناك لاختيار خليفة لأمين عام حزب الله، حسن نصر الله، الذي قتلته إسرائيل في 27 سبتمبر (أيلول) الماضي.
وتطرقت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد، إلى الموضوع، اليوم، وذكرت في تقرير لها بعنوان" أين قاآني؟" أن وسائل الإعلام العالمية تستمر في صياغة السيناريوهات حول قاآني؛ حيث قال بعضها إن قاآني معتقل في طهران وهو يخضع للاستجواب، دون أن تحدد التهمة التي يواجهها قائد فيلق القدس.
وأشارت الصحيفة كذلك إلى أن ما ضاعف من هذا الغموض هو غياب قاآني عن فعاليات مهمة في إيران، مثل المقطع الذي انتشر للقادة العسكريين أثناء تنفيذ الهجوم على إسرائيل، ثم غيابه عن صلاة الجمعة بإمامة المرشد، وبعد ذلك غيابه عن اجتماع عسكري بحضور علي خامنئي لتقديم "وسام الفتح" لقائد القوات الجوية في الحرس الثوري.
وأضافت الصحيفة أن "الحرس الثوري انتصر في معركة الحرب النفسية، كما انتصر في المعارك العسكرية؛ حيث تجاهل إلى حد كبير الأخبار حول مصير قاآني ولم يرد على أي منها، وأبقى العدو في حالة من الحيرة والتيه".
"هم ميهن": على إيران استغلال الفرصة والتفاوض مع واشنطن لاحتواء الصراع في المنطقة
دعت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية النظام الإيراني إلى التفاوض والحوار مع الولايات المتحدة الأميركية؛ لمنع الأمور من الخروج عن السيطرة، وكتبت في هذا الخصوص: "يبدو أن الوقت الآن بات مناسبًا جدًا للتواصل بين طهران وواشنطن لعدم السماح للأمور بالخروج عن السيطرة. بكل تأكيد في حال وقوع حرب شاملة في المنطقة فإن مصالح إيران وكذلك الولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط ستتضرر بشكل كبير".
كما ذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة الأميركية الآن في ظرف يجعلها أكثر حرصًا ورغبة في احتواء الصراع والتوتر في الشرق الأوسط؛ لأنها تترقب انتخابات رئاسية الشهر المقبل، ومِن ثمّ فإن الفرصة الآن سانحة أمام إيران، وعليها استغلالها للتفاوض بشكل مباشر مع الولايات المتحدة.
"دنياي اقتصاد": تضخم فنزويلا أقل من إيران
تطرقت صحيفة "دنياي اقتصاد" إلى نجاح الحكومة الفنزويلية في معالجة أزمة التضخم، بعد نجاحها في التفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية وتخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، مشددة على ضرورة أن تخطو إيران الخطوات نفسها، التي سلكتها فنزويلا للتخلص من أزمة التضخم التي تعصف بالبلاد وتفاقمت منذ إعادة فرض العقوبات على البلد عام 2018.
وذكرت الصحيفة أن التضخم في فنزويلا كان قد زاد على 300 بالمائة، لكنه الآن وبفضل المفاوضات والتفاهمات الحاصلة مع الولايات المتحدة انخفضت نسبة التضخم إلى أقل من 30 بالمائة، موضحة أن السبب الرئيس وراء ذلك ليس السياسات الحكومية، وإنما ينبع السبب من تراجع حدة العقوبات وتقليل نسبة طباعة الأموال بشكل كبير.
وأوردت الصحيفة أن معدل التضخم النقطي في فنزويلا وصل في سبتمبر إلى 25.75 بالمائة بانخفاض قدره 9.75 نقطة مئوية. كما بلغ التضخم الشهري في فنزويلا في سبتمبر (أيلول) الماضي 0.8 بالمائة، أما في إيران فقد بلغ معدل التضخم 31.2 بالمائة، الشهر الماضي أيضًا، وفقًا لآخر الإحصائيات المنشورة.