أكد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، خلال لقائه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بمدينة عشق آباد، عاصمة تركمانستان، أن مواقف طهران وموسكو متقاربة جدا، مؤكدا على "العلاقات الودية والاستراتيجية" بين إيران وروسيا، كما طالب بالإسراع في توقيع الوثيقة الاستراتيجية بين البلدين.
ووفقًا لوكالة الأنباء الروسية الرسمية (تاس)، فقد دعا فلاديمير بوتين، الرئيس الإيراني، إلى زيارة روسيا، في نهاية اللقاء، الذي عُقد على هامش مؤتمر "التواصل بين الأزمنة والحضارات- أساس السلام والتنمية" في تركمانستان.
وكانت وزارة الخارجية الروسية، قد أعلنت إرجاء اتفاقية التعاون الشامل مؤقتًا، مع إيران، في شهر مايو (أيار) الماضي، بعد مصرع الرئيس السابق، إبراهيم رئيسي، إثر تحطم مروحيته، لكن المسؤولين الإيرانيين أكدوا عدم وجود أي تأخير في إعداد الاتفاقية الجديدة. فيما أفادت إدارة الشؤون الآسيوية بوزارة الخارجية الروسية، بأن سبب تعليق التقدم في الاتفاقية هو "مشاغل انتخابات الرئاسة الإيرانية".
وفي اليوم نفسه، أعلن سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، إرجاء الاتفاقية المشتركة بين إيران وروسيا، بسبب "بعض المشاكل الإدارية من جانب إيران".
يأتي لقاء بوتين وبزشكيان، في وقت حساس؛ حيث كانت طهران تمد موسكو بالأسلحة لدعمها في حربها على أوكرانيا، كما تتزايد المخاوف من تصاعد الهجمات بين إسرائيل وإيران، بالإضافة إلى الجماعات المسلحة المتحالفة معها، المعروفة بـ"محور المقاومة".
ووفقًا لوكالة "رويترز"، فبعد غزو بوتين لأوكرانيا في عام 2022، وقّعت موسكو وطهران صفقة بقيمة 1.7 مليار دولار لتصدير طائرات دون طيار إيرانية إلى روسيا.
وأعلنت وزارة الخارجية الأوكرانية في شهر يونيو (حزيران) الماضي، على حسابها بمنصة "إكس"، أن روسيا أطلقت أكثر من 8060 طائرة شاهد إيرانية الصنع على أوكرانيا منذ بدء الغزو، وأن التعاون بين طهران وموسكو في هذه الحرب تسبب في مقتل كثير من الأوكرانيين وتدمير منازلهم.
وبالإضافة إلى ذلك، أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، في شهر يونيو الماضي أيضًا، أن الولايات المتحدة تتحقق من أن طهران نقلت شحنات من صواريخ "فتاح 360" الباليستية قصيرة المدى إلى روسيا. ووفقًا للتقديرات، فإنه يمكن استخدام هذه الصواريخ ضد أوكرانيا، خلال الأشهر المقبلة.
الجدير بالذكر أن كين مك كالوم، رئيس وكالة الاستخبارات الداخلية البريطانية (MI5)، اتهم هذا الأسبوع، كلاً من طهران وموسكو بزيادة غير مسبوقة في محاولات الاغتيال والتخريب وغيرها من الجرائم في بريطانيا.
وقال مك كالوم: "إن الشرطة البريطانية تعاملت منذ عام 2022 مع 20 مؤامرة " للقتل" بدعم من طهران. كما حذر من أنه في حال تعمق النزاع في الشرق الأوسط، قد يقوم النظام الإيراني بتوسيع أهدافه في بريطانيا.