ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن النظام الإيراني، الذي لديه سجل في استخدام عصابات إجرامية، لتنفيذ هجمات ضد أهداف في الدول الغربية، لا يزال يسعى إلى استخدام هذه الجماعات لاستهداف المصالح الإسرائيلية في جميع أنحاء العالم.
وأوضحت الصحيفة الأميركية، في تقرير نشرته، اليوم الجمعة 11 أكتوبر (تشرين الأول)، أن الهجمات المتعددة، التي شنتها إسرائيل على النظام الإيراني وحلفائه، وكذلك مقتل حسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، قد قلصت من الخيارات المتاحة أمام طهران للرد على إسرائيل.
وبحسب تقرير الصحيفة، فإن الردود الانتقامية الإيرانية قد تؤدي إلى حرب إقليمية، ولهذا السبب تسعى إيران إلى إيجاد طرق جديدة لضرب إسرائيل. ويحذر خبراء ووكالات أمنية غربية من أن طهران قد تستهدف المصالح الإسرائيلية في الغرب من خلال عصابات إجرامية منظمة.
وأضافت "وول ستريت جورنال" أن الهجمات الأخيرة على المصالح الإسرائيلية في أوروبا قد تكون بأوامر من إيران. ونقلت عن خبراء أمنيين قولهم: "إن خيارات إيران وحلفائها للرد على الهجمات الإسرائيلية في لبنان باتت محدودة"، مضيفين أن أوروبا توفر ساحة مهيأة لضرب المصالح الإسرائيلية.
وأشارت الصحيفة إلى تورط حزب الله، المدعوم من إيران، في هجمات سابقة على أهداف يهودية وإسرائيلية، منها تفجير المركز الثقافي اليهودي في العاصمة الأرجنتينية، بوينس آيرس، عام 1994 وتفجير حافلة سياحية إسرائيلية في بلغاريا عام 2012.
وأكدت أن زيادة الجرائم المنظمة، في دول مثل السويد وبريطانيا وهولندا وألمانيا، إلى جانب الحدود المفتوحة نسبيًا في أوروبا، توفر فرصًا جديدة للنظام الإيراني لتنفيذ هجماته.
وأشار دانيال بايمان، الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن، إلى أن العمليات السرية في أوروبا أصبحت أداة حرب غير تقليدية للخصوم، موضحًا أن هذه العمليات تتطلب موارد قليلة ويمكن أن تستهدف مجموعة واسعة من الأهداف غير المحمية.
وسبق أن نشرت أجهزة أمنية ووسائل إعلام غربية، تقارير عديدة حول علاقة طهران بتلك العصابات، التي تستهدف معارضي النظام في الخارج؛ حيث ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، في سبتمبر (أيلول) الماضي، أن إيران تعتمد على شبكات إجرامية غربية للتخطيط لهجمات عنيفة ضد معارضيها في الولايات المتحدة وأوروبا.
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن أهداف إيران تشمل صحافيين من قناة "إيران إنترناشيونال"، ونشطاء حقوق المرأة في إيران بسويسرا.
وفي الدنمارك، اعتُقل شابان سويديان بتهمة الإرهاب، حيث يشتبه بتورطهما في تفجيرين بالقرب من السفارة الإسرائيلية في كوبنهاغن، ويُعتقد أنهما مرتبطان بعصابة إجرامية متهمة بالقيام بعمليات عنيفة لصالح إيران في الدول الإسكندنافية. وأشارت التقارير إلى أن زعيم العصابة يختبئ حاليًا في طهران.
وأكد مصدر سويدي وآخر في الشرطة لـ"إيران إنترناشيونال"، في مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، أن إيران تقف وراء الهجمات المسلحة على السفارات الإسرائيلية في استكهولم وكوبنهاغن. كما حذّر مجلس الأمن القومي الإسرائيلي من زيادة كبيرة في المحاولات لاستهداف المصالح الإسرائيلية منذ هجمات السابع من أكتوبر 2023.
وفي ذلك اليوم، شنت "حماس" هجومًا على جنوب إسرائيل، أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص وأسر أكثر من 250 آخرين. وردًا على هذا الهجوم، أطلقت إسرائيل حملة عسكرية واسعة في غزة. كما انخرطت جماعات مدعومة من إيران، مثل حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن، في الصراع دعمًا لحركة حماس، ما زاد من حدة التوتر في المنطقة.
وأوردت صحيفة "لوموند" الفرنسية، في تقرير لها، أن الصحافي والناشط الإيراني المعارض، سيامك طهماسبی، نجا من محاولة اغتيال في هولندا. كما أكدت النيابة العامة الهولندية أن المهاجمين، أحدهما تونسي مرتبط بـ "كارتل مخدرات" شمالي أوروبا، كانا مسلحين وحاولا اقتحام منزل طهماسبی.
وفي السويد، صرح المتحدث باسم جهاز الأمن الوطني بأن أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار كانت تستهدف في السابق المعارضين الإيرانيين في الخارج، لكنها بدأت هذا العام في توجيه هجماتها نحو المصالح الإسرائيلية.