يلف الغموض الوضع الصحي لقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري إسماعيل قاآني منذ يوم الجمعة الماضي، إذ ذكرت تقارير أنه أصيب بغارات جوية إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية التي قصدها للاجتماع مع قيادات حزب الله الناجين حتى الآن من الاستهدافات الإسرائيلية.
هذا الغموض والضبابية دفع ببعض وسائل الإعلام الإيرانية إلى انتقاد التغطية الإعلامية الحكومية لهذا الحدث.
الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء 8 أكتوبر (تشرين الأول) اهتمت بهذا الموضوع، ورأته "ضعفا إعلاميا" من قبل الجهات الرسمية، كما ذكرت ذلك صحيفة "خراسان".
في المقابل رأت الصحف الموالية، مثل "إيران"، أن هذا الإخفاء والامتناع عن الظهور الإعلامي يكشف تفوق طهران في الحرب النفسية ضد الأعداء، وعنونت في صفحتها الأولى بالقول: "اللواء قاآني بخير.. تفوق إيران في الحرب النفسية".
فيما نقلت صحف أخرى تصريحات المسؤولين الأمنيين الذين أكدوا أيضا أن قاآني بخير وسلامة، وأن ما يتم تداوله من أخبار هي مجرد شائعات يقوم بها أعداء إيران، مؤكدين في الوقت نفسه أنه لا داعي لصدور بيان أو ظهور رسمي لقاآني لتفنيد هذه الشائعات.
في شأن غير بعيد قالت صحيفة "شهروند" إن إيران أعدت 10 سيناريوهات للرد على إسرائيل في حال قامت بضرب المنشآت الاستراتيجية الإيرانية، مؤكدة أن طهران هذه المرة عازمة على الرد بشكل قوي في حال الاعتداء عليها.
صحيفة "آرمان أمروز" أيضا كتبت في مقالها الافتتاحي أنه لا ينبغي ترجيح التفاؤل على الواقعية في الصراع بين إيران وإسرائيل التي سلكت سلسلة ممتدة من المواجهة مع الجماعات المسلحة، وهذه السلسلة لابد وأن تصل إلى طهران.
وأضافت الصحيفة أن الفعل وردة الفعل ستستمر بين إيران وإسرائيل، وسيتعود العالم على هذه الحالة، ووفقا للتجارب السابقة فإن إسرائيل نجحت في تحميل رغبتها وإرادتها على الغرب، الذي يبدو أنه غير راغب حتى الآن في مواجهة كبيرة ومباشرة مع إيران، لكن تل أبيب تعرف وبشكل متدرج كيف تحمل إرادتها على الولايات المتحدة الأميركية، وتقنعها بما تختاره وتقرره.
والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"خراسان": على السلطات تصحيح التغطية الإعلامية لقضية قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني وتوضيح مصيره
دعت صحيفة "خراسان" السلطات الإيرانية إلى كشف الغموض عن الوضع الصحي لحالة قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني، مؤكدة أن طريقة تعامل الجهات الرسمية مع الموضوع أصبح يثير القلق والمخاوف على سلامة قاآني، وأن هذا الصمت ساهم في حيرة الرأي العام الإيراني، وجعل وسائل الإعلام العبرية تستغل هذا الفرغ وتنشط في نشر الأخبار المتناقضة عن مصير قائد فيلق القدس.
الصحيفة رأت أن موضوع الإبهام والغموض في مثل هذه الحالات هو سلاح ذو حدين، يمكن الاستفادة منه إيجابيا، لكن الخطأ فيه أيضا يحوله إلى نقطة ضعف تضر ولا تنفع، معتبرة أن قضية قاآني الآن أصبحت من هذا النوع، حيث بات جليا بأن حجم الأضرار من إخفاء حقيقة الأمر أكبر من الفوائد المحتملة من كتمان مصيره وعدم الإفصاح عنه.
كما لمحت الصحيفة ضمنيا إلى إمكانية اغتيال قاآني، مؤكدة أن على السلطات أن لا تقلق من هذا الجانب، لأنه وحسب التجربة فإن مقتل القادة لم يؤثر ولم يعق استمرارية الكيانات المسلحة والمجموعات العسكرية.
"شهروند": إيران أعدت 10 سيناريوهات للرد على إسرائيل
قالت صحيفة "شهروند" إن القوات المسلحة الإيرانية أعدت 10 سيناريوهات للرد على إسرائيل في حال بادرت بمهاجمة إيران واستهداف مواقعها العسكرية والاستراتيجية.
وأضافت الصحيفة: "إعداد إيران هذه النسبة من المقترحات للرد على إسرائيل يظهر جديتها في مواجهة الكيان الصهيوني، كما أن الردود الإيرانية لن تكون بضرورة ردا بالمثل، وإنما قد يكون الرد أكبر من الهجوم الذي تتعرض له".
كما نقلت الصحيفة ما ذكرته بعض المصادر لوكالة "تسنيم" التابعة للحرس الثوري من أن أي بلد سيقوم بالمشاركة أو دعم إسرائيل في هجومها المحتمل يكون قد تخطى خطوط إيران الحمراء.
"كيهان": الدعوة للانضمام إلى FATF"" خدمة لإسرائيل وإضعاف لمحور المقاومة
يستمر هجوم صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، على الداعين للانضمام إلى مجموعة العمل المالي الدولية "FATF"، مؤكدة أن إيران الآن في خضم معركة الحق والباطل، ومن يدعون إلى الانضمام إلى هذه المنظمة الدولية يخدمون الصهاينة، حسب تعبير الصحيفة.
واتهمت الصحيفة من يطالبون بالانضمام إلى "FATF" بأنهم قد يكونون متواطئين مع العدو، وكتبت: "هل مطالبة هؤلاء وسط حرب كبيرة وهجينة ومصيرية تأتي من باب الصدفة؟ البعض في إيران سواء كان من باب الجهل أو أي باب آخر يقومون بجهود مشكوكة لإحياء قضية ميتة".
ورأت الصحيفة أن الهدف الأول والأخير لهذه القضية هو إضعاف محور المقاومة، وخدمة الكيان الصهيوني أثناء هذه الحرب المصيرية.