"ساعات مصيرية للشرق الأوسط"، هكذا رأت صحيفة "آرمان أمروز" الإيرانية في عددها الصادر اليوم، الاثنين 7 أكتوبر (تشرين الأول)، في الذكرى السنوية الأولى لعملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها حماس العام الماضي، لتبدأ مرحلة من الصراع غير المسبوق بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.
صحف أخرى تناولت امتداد الصراع من غزة ليشمل لبنان ومناطق أخرى، وكذلك احتماليات المواجهة المباشرة بين إيران وإسرائيل، بعد الهجوم الإيراني الأخير على أهداف إسرائيلية وتوعد تل أبيب برد قاس وكبير.
صحيفة "اعتماد" الإصلاحية رأت أن إسرائيل ستهاجم "حتما" أهدافا في إيران، لكنها استبعدت أن يشمل الاستهداف مواقع نووية، وإنما سيقتصر الهجوم على ضرب مواقع عسكرية لتجنب حرب شاملة.
أما صحيفة "كيهان" الأصولية والقريبة من المرشد، فأكدت أن إيران لن تخاف من الصراع المفتوح مع إسرائيل، مدعية بأن المقاتلات الحربية الإسرائيلية تحتاج ساعتين إلى ثلاث ساعات للوصول إلى إيران، في حين أن الصواريخ الإيرانية "تستطيع أن تسوي مدن حيفا وتل أبيب بالأرض في غضون 10 دقائق فقط"، حسب الصحيفة.
كما لفتت الصحيفة أن المصالح والمواقع الأميركية في المنطقة تقع تحت مرمى الصواريخ والأسلحة الإيرانية، وبالتالي فإن واشنطن تعرف جيدا تكلفة مثل هذه الحرب عليها بالتحديد.
في شأن غير بعيد انتقدت صحيفة "هم ميهن" الهجمات المستمرة التي يشنها "المتطرفون" ضد الحكومة ورئيس الجمهورية مسعود بزشكيان، وقالت إن هؤلاء المتطرفين يحملون حكومة بزشكيان مسؤولية التقصير والتسبب في الاغتيالات التي تعرض لها مسؤولون إيرانيون وقادة كبار في "محور المقاومة"، موضحة أن هؤلاء الأفراد والشخصيات يبحثون دائما وفي كل حدث عن تصفية حسابات سياسية مع الحكومة.
وتساءلت الصحيفة: هل كانت فترة حكم الأصوليين بقياد إبراهيم رئيسي خالية من أي اغتيالات واستهدافات من هذا النوع؟ مضيفة: يظن الأصوليون أنه لو كانت الحكومة الحالية بيدهم لما قامت إسرائيل باستهداف هؤلاء القادة والمسؤولين، لكن هذا مجرد وهم لا أساس له.
من الملفات الأخرى التي حظيت باهتمام الصحف الإصلاحية والأصولية، اليوم الاثنين، هو موضوع انضمام إيران إلى مجموعة العمل المالي الدولية، حيث يعارض التيار الأصولي أي شكل من أشكال الانضمام، فيما يصر الإصلاحيون ومن يحيطون بالرئيس الحالي مسعود بزشكيان على أهمية الانضمام إلى هذه المنظمة الدولية الهامة.
الصحف الأصولية مثل "كيهان" اعتبرت الانضمام خطأ كبيرا تقع فيه الحكومة الإيرانية، حيث ستجبر إيران- وفقا لقوانين هذه المنظمة- أن تحظر التعاون والتواصل مع حركات محور المقاومة، التي تصنف لدى هذه المجموعة بأنها "حركات إرهابية".
والآن يمكن لنا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"اعتماد": هجوم إسرائيل على إيران "حتمي" لكنه سيستهدف المواقع العسكرية فقط
قالت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية إن الهجوم الإسرائيلي على إيران بات "حتميا"، وفقا لما يتم نشره وتسريبه من معلومات تخرج من الأجهزة الأمنية والعسكرية وصناع القرار في تل أبيب، لكن من المرجح أن يكون الرد في إطار قواعد اللعبة، ويستهدف فقط المواقع العسكرية الإيرانية، حسب الصحيفة.
وذكرت "اعتماد" أن إسرائيل لو أرادت مهاجمة المنشآت النووية في إيران فإنها ستكون قد فتحت المجال عمليا لتعيد طهران النظر في عقيدتها النووية (تقدم على صنع قنبلة نووية)، وأن يصبح هذا التغيير قانونيا ومبررا.
"دنياي اقتصاد": تراجع العملة الإيرانية بشكل كبير بسبب المخاوف من ضرب المواقع النفطية
قالت صحيفة "دنياي اقتصاد" إن سوق العملة الإيرانية يشهد هذه الأيام تذبذبا كبيرا، بعد أن تخطى سعر الدولار الأميركي الواحد 63 ألف تومان إيراني، في ظل المخاوف من الحرب العسكرية، وضرب المواقع النفطية والاستراتيجية في إيران.
ولفتت الصحيفة إلى أن إيران، وبسبب العقوبات الاقتصادية القاسية، أصبحت معزولة على الاقتصاد والأسواق العالمية، ما جعل دخول العملة الأجنبية محصورا على عائدات إيران النفطية، وهي أموال يدخرها البنك المركزي حصرا، وبالتالي فإن أي خبر حول الحرب يتضمن تهديد صادرات إيران من النفط يشكل ضغطا على العملة الإيرانية، ويجعلها تتراجع بشكل مستمر أمام العملات الأجنبية الأخرى.
وأشارت الصحيفة أن الدولار لا يزال لم يتجاوز رقمه القياسي السابق، حيث تخطى في أبريل (نيسان) الماضي حاجز 67 ألف تومان لكل دولار، لكن الأخبار هذه الأيام تهدد بتجاوز هذا السعر أيضا في الفترة المقبلة، إذا ما استمرت الأمور على ما هي عليه من التوتر والاحتقان.
كما ذكرت الصحيفة أنه في حال تجنبت إسرائيل ضرب المؤسسات الاستراتيجية في إيران، فإن الارتفاع الحالي في أسعار العملات الأجنبية على حساب التومان الإيراني سينخفض قليلا، وستترجع الأسعار إلى حالتها السابقة التي كانت موجودة قبل التصعيد الأخير.
"كيهان": إذا انضمت إيران إلى "FATF" فعليها حظر دعم محور المقاومة والحرس الثوري باعتبارهما "منظمات إرهابية"
هاجمت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، مجموعة العمل المالي الدولية (FATF)، ووصفتها بأنها مجموعة ذات أغراض سياسية بحته، وأن القائمين عليها هم المتهمون الأساسيون في دعم الإرهاب وغسل الأموال، وليست إيران.
وأوضحت الصحيفة أنه، ووفقا للدول الغربية التي تهيمن على هذه المجموعة وآليات عملها، فإن مساعي الالتفاف على العقوبات يعتبر مصداقا لغسل الأموال، كما أنها تصنف بعض الكيانات العسكرية المهمة في إيران وخارجها مثل الحرس الثوري وحركات المقاومة بأنها "مجموعات إرهابية"، وفي حال انضمت إيران إلى هذه المنظمة فإن عليها أن تتعامل مع هذه المؤسسات العسكرية باعتبارها منظمات إرهابية، وتحظر التعاون معها.
وأكدت الصحيفة أن امتناع الحكومة الإيرانية عن التعاون والدعم لهذه الجماعات يعني أننا فرضنا عقوبات على أنفسنا، ومن الطبيعي أن تؤدي هذه العقوبات الذاتية على إضعاف المؤسسات الأمنية والعسكرية، وتهديد أمن البلاد وسلامة أراضيها، حسب ما جاء في الصحيفة.