قال أحمد نجاتيان، رئيس منظمة نظام التمريض الإيرانية، إن معدل هجرة الممرضين قد تضاعف خلال السنوات الأخيرة، فيما أشار عضو في المجلس الأعلى لنظام التمريض إلى أن المتخصصين والممرضين في خوزستان، جنوب غربي إيران، يهاجرون إلى الدول العربية.
وأوضح نجاتيان، يوم الاثنين 30 سبتمبر (أيلول) أن السبب وراء تضاعف الهجرة في السنوات الأخيرة يعود إلى تفاقم المشكلات المعيشية والاقتصادية والاجتماعية، ودعا وزارتي الصحة والخارجية للتدخل من أجل "تنظيم" هذا الوضع.
وأضاف أنه على المسؤولين تحليل أسباب هجرة الممرضين بدلاً من التركيز فقط على منعها.
وعلى الرغم من أنه لم يُحدد الإطار الزمني لهذه الزيادة في الهجرة، فقد سبق وذكر في وقت سابق من سبتمبر (أيلول) أن متوسط هجرة الممرضين تضاعف سنوياً بين عامي 2021 و2023.
وأشار رئيس منظمة نظام التمريض الإيرانية إلى عدم وجود إحصاءات دقيقة، لكنه استند إلى عدد الطلبات المقدمة من الممرضين للحصول على "شهادة الكفاءة" أو ما يعرف بـ"حالة جيدة" لتقدير حجم الهجرة.
وقد حذرت عدة جمعيات ونقابات مهنية خلال السنوات الماضية من النمو المتزايد في هجرة الممرضين، وتغييرهم مهنتهم، أو خروجهم من قطاع الخدمات الصحية.
ومؤخرا أشار محمد ميرزابيكي، الرئيس السابق لمنظمة نظام التمريض، إلى أن خمسة إلى ستة ممرضين يغادرون إيران يومياً.
وفي أواخر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أفاد ميرزابيكي بأن وجهات الممرضين المهاجرين تتنوع بين دول الجوار، ودول الخليج، وجنوب أفريقيا، والدول الغربية والأوروبية، وأنهم يهاجرون إلى أي مكان تتوفر فيه ظروف مناسبة.
كما حذرت بروين كاظمي، عضو المجلس الأعلى لنظام التمريض، يوم الاثنين 30 سبتمبر (أيلول) من موجة هجرة الممرضين من محافظة خوزستان إلى الدول العربية المجاورة.
وأوضحت كاظمي أن قرب محافظة خوزستان من الدول العربية، وإتقان العديد من الممرضين في المنطقة للغة العربية، ساهم في زيادة هذه الهجرة.
وأضافت أن العديد من الممرضين يسعون حالياً لتعلم لغات أجنبية أخرى بهدف الهجرة.
وأشارت كاظمي إلى أن المتأخرات المالية للممرضين في مراكز الرعاية الصحية بمحافظة خوزستان أكبر من نظيراتها في باقي الجامعات، وأن التأخير في دفع هذه المتأخرات قد وصل إلى 13 شهراً.
وقد أعرب المسؤولون في النقابات المهنية مراراً خلال السنوات الماضية عن استيائهم من انخفاض الأجور، والمتأخرات غير المدفوعة، وغياب الاستقرار الوظيفي، باعتبارها أهم أسباب هجرة الممرضين واحتجاجاتهم المستمرة.
ويعمل حالياً أكثر من 220 ألف ممرض في المستشفيات الحكومية والخاصة في إيران.
ويبلغ معدل عدد الممرضين في إيران 1.5 ممرض لكل ألف شخص، في حين أن المعدل العالمي يصل إلى ثلاثة ممرضين لكل ألف شخص.
ووفقاً للعديد من الممرضين والعاملين في القطاع الصحي، فإنهم يعانون من الإرهاق الشديد، ولا يتمكنون من تقديم خدمات تمريضية كاملة للمرضى.
وأدت الأجور المتدنية وظروف العمل الصعبة إلى تراجع الإقبال على مهنة التمريض، مما وضع النظام الصحي الإيراني في موقف معقد.