انتقد نجم كرة القدم الإيراني السابق، علي دائي، تجاهل المسؤولين لأوضاع الإيرانيين وتركيزهم على الأوضاع في غزة ولبنان.
وقال هداف المنتخب الوطني الإيراني، في مقابلة مع صحيفة "همشهري" عن حادثة انفجار منجم طبس التي أسفرت عن 51 ضحية: "للأسف، رأيت فيديوهات تُظهر زيارة سابقة للرئيس آنذاك (إبراهيم رئيسي) للمنطقة، حيث قدم له العمال شكاواهم. لو تم التعامل مع تلك المشكلات حينها، لما حدثت مثل هذه الكارثة".
وضاف المدرب السابق للمنتخب الإيراني: "يجب علينا تأمين وظائفهم وعائلاتهم. كثيرون فقدوا معيلهم، ولا يوجد من يتحمل المسؤولية بشكل جدي. يجب أن يتم تأمين هؤلاء العمال، فقد كانوا يتقاضون أقل من 15 مليون تومان، وفي هذا الوضع الاقتصادي المزري، ماذا يمكن أن تفعل هذه الرواتب؟"
وأشار دائي، الذي لعب سابقاً لنادي بايرن ميونيخ، إلى توقيت الحادثة قائلاً: "وقعت الحادثة مع بداية العام الدراسي، وكان من المفترض أن يذهب أطفالهم إلى المدارس. للأسف، ننسى بسرعة، ولم يأت أحد ليعدهم بتحسين الأوضاع أو اتخاذ إجراءات تمنع حدوث هذه الكوارث في المستقبل. لا أحد يهتم".
وتابع: "لا يمكن تجاوز الأمور بمجرد تقديم التعازي. يجب أن نكون إلى جانب عائلات الضحايا، فهذا واجب الحكومة. لكن المسؤولين عندنا يتحدثون دائماً عن غزة ولبنان والعراق. يجب أولاً أن نهتم بشعبنا. فالقول المعروف هو "الإنارة التي يحتاجها المنزل لا يجب أن تذهب للمسجد".
يذكر أن مواقف دائي أصبحت السنوات الأخيرة محط اهتمام شعبي وغضب حكومي. ففي عام 2022، بعد دعمه لمظاهرات "المرأة، الحياة، الحرية"، فرضت السلطات حظر سفر عليه، بل وأجبرت طائرة زوجته وابنته على العودة من دبي إلى إيران.
وأكد علي دائي، الذي لعب أيضاً لنادي "هيرتا برلين" وتولى تدريب فريق "بيرسيبوليس": "علينا أن نهتم بشعبنا أولاً وأخيراً. يجب توفير الرفاهية والأمن الاقتصادي والعمل، حتى لا تفقد المزيد من العائلات معيلها. كيف يعقل أن يفقد شاب في الـ17 حياته في منجم؟ إنه لأمر مؤلم، ويجب على المسؤولين أن يدركوا ذلك".
وفي انتقاد مباشر لسياسات المسؤولين، قال: "كل من يأتي فقط يتحدث، بينما الأسعار ترتفع بشكل لا يطاق. نحن من بين أغنى دول العالم، لكن مشكلاتنا الاقتصادية تزداد. لقد نسينا شعبنا بالكامل".
كما تطرق دائي لموضوع انتشار السرقات والجرائم في الشوارع قائلاً: "يخاف الناس من ارتداء المجوهرات أو حمل هواتفهم في الخارج، فالسرقة تحدث بسهولة تامة. حتى أن بعضهم يحمل أسلحة، بينما تُشغل قوات الأمن بقضايا أخرى".
أما عن وضع كرة القدم الإيرانية، فقد تساءل: "لماذا لا نملك ملاعب جيدة؟ هذا أمر محرج. لماذا لا يُحاسب أحد؟ الجميع يتنقل بين المناصب بالواسطة. منذ شهور ونحن نتحدث عن فساد في كرة القدم، ماذا تحقق؟"
وانتقد دائي أيضاً رئيس الاتحاد الإيراني لكرة القدم، مهدي تاج، مشيراً إلى قضية المدرب مارك فيلموتس، وقال: "هل يمكن لأحد أن يخبرني ما الذي حدث في قضية فيلموتس؟ نحن لا نزال في انتظار الإجابة. للأسف، الكثير من قضايا الفساد الاقتصادي تظهر، ولا أحد يرد على الشعب".