يستمر الإيرانيون في إطلاق التهديدات ضد إسرائيل ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، لكن بعض الصحف الأصولية تعتقد بأن خلق اضطراب أمني في الداخل الإسرائيلي قد يكون ردا أكثر فاعلية من إطلاق الصواريخ نحو إسرائيل.
صحيفة "خراسان"، التابعة للتيار الأصولي التقليدي دعت، في مقال لها الثلاثاء 6 أغسطس (آب)، النظام الإيراني إلى الرد على إسرائيل بنفس الطريقة والأسلوب الذي تم في اغتيال هنية، وقالت: "كما كان الرد على استهداف القنصلية جاء متناسبا مع طبيعة الاعتداء الإسرائيلي، فيجب أن يكون الرد على اغتيال هنية بنفس الطريقة والأسلوب، وليس عبر إطلاق الصواريخ والمسيرات".
وأوضحت الصحيفة أنه "من الأفضل لنظام طهران اعتماد أسلوب خلق فوضى وعدم استقرار أمني داخل إسرائيل، وتحديدا في العاصمة تل أبيب".
ورأت الصحيفة أن "محور المقاومة" يجب أن يخفف من اعتماده على الصواريخ في القوة الردعية تجاه إسرائيل.
كما شددت الصحيفة بشكل لافت على أن الرد الإيراني على إسرائيل يجب أن يتم من خارج حدود إيران.
في السياق نفسه، قالت صحيفة "جمهوري إسلامي"، وهي أيضا صحيفة أصولية تقليدية، في مقال نشرته الأربعاء 7 أغسطس (آب)، إن إيران عليها بالتأكيد أن تنتقم لمقتل هنية، لكن لا ينبغي لها أن تقع في الفخ الذي نصبته لها إسرائيل.
وبحسب صحيفة "جمهوري إسلامي"، هناك جدل واسع بشأن "النتيجة العملية والملموسة" التي يطالب بها البعض في الرد الإيراني المنتظر، لكن النقطة الأهم- حسب الصحيفة- هي: "ضرورة توجيه ضربة تعادل ما فعله العدو ومنعه من مواصلة الجريمة".
وتضيف هذه الصحيفة أن الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران على إسرائيل في أبريل (نيسان) الماضي فشل في تحقيق هدفه المتمثل في الردع، ولذلك أقدمت إسرائيل دون خوف على قتل هنية في طهران.
وكتبت الصحيفة: "إذا سألنا أنفسنا كم قتلت إسرائيل في الأشهر العشر الأخيرة من قادة المقاومة والمسؤولين الإيرانيين؟ وكم قتلنا نحن من قادة إسرائيل وضباطها العسكريين؟ ما هو الجواب؟ استعراض القوة العسكرية أمر لا بأس به، لكن بالنسبة لإيران فإن هذا الاستعراض لن يكون له فائدة تردع إسرائيل".
مثل هذه التصريحات من منابر شبه حكومية تكون في الغالب معدودة جدا، إذ لا يسمح لوسائل الإعلام بنقد الهجوم الإيراني على إسرائيل، الذي يحاولون تضخيمه، لكن بالنسبة للرأي العام الإيراني فإن الجميع واع بهذه الحقيقة، وأصبحت صواريخ الحرس الثوري ومبالغته في التفاخر محل سخرية واستهزاء بين الإيرانيين، وفي وسائل التواصل الاجتماعي.
وذكرت صحيفة "خراسان" أن استراتيجية الصواريخ الإيرانية لم تعد مناسبة للرد على الدولة العبرية، وكتبت: "الآن المنطقة ومحور المقاومة ملزم برد مناسب ضد إسرائيل".
ولا يعرف بالتحديد ما إذا كان هذا الموقف هو رأي الصحيفة والقائمين عليها أم إنها مجرد آراء لكاتب المقال برديا عطاران، لكن بشكل عام فإن الدعوة إلى عدم التدخل بشكل مباشر من قبل إيران- في ظل دعوة خامنئي للرد- هي دعوة مثيرة وتطرح تساؤلات واستفهامات جمة، إذ إنها تكشف عدم انسجام منظومة الحكم في إيران إزاء القرار المرتقب ضد إسرائيل.
وادعت الصحيفة أن استخدام إيران للصواريخ في هجومها السابق على إسرائيل حقق الغاية، وأثبت قدرات طهران العسكرية والصاروخية، لكن تكرار نفس الأسلوب وإطلاق نفس الصواريخ لا يتضمن أي فائدة، بل الأمثل هو اعتماد استراتيجية جديدة من قبل محور المقاومة وإيران للإضرار بإسرائيل وحلفائها.