حذرت صحيفة "خراسان" الأصولية السلطات في إيران من تكرار تجربة الاتفاق النووي مع عودة العلاقات بين إيران والسعودية. وقالت إنه على السياسيين في إيران أن يحموا الاتفاق مع السعودية مما حل بالاتفاق النووي مع الأطراف الغربية.
واعتبرت صحيفة "خراسان" أن عودة العلاقات مع الرياض هي فرصة ثمينة لطهران يجب أن لا تضيعها في هذا التوقيت الحساس.
أما صحيفة "جمهوري إسلامي" فأشارت إلى التحول في موقف المتشددين في إيران والذين كانوا هم السبب في انقطاع العلاقات بين طهران والرياض. وقالت: "التيارات التي كانت السبب في قطع العلاقات مع المملكة أصبحت اليوم وبعد أن أجبرتها الظروف على قبول عودة العلاقات، أصبحت ترى هذا الحدث "إنجازا" وتتفاخر به أمام هذا وذاك".
وفي شأن متصل، توقعت صحيفة "اطلاعات" أن ينعكس الاتفاق الذي تم بموجبه استئناف العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض، على الملف في اليمن حيث سيمهد هذا الاتفاق الطريق لعودة المفاوضات والتفاهمات حول الوضع في اليمن، كما أن أزمة تشكيل الحكومة في لبنان ستنتهي بعد الاتفاق الأخير بين إيران والمملكة، حسب ما ترى الصحيفة.
وفي السياق نفسه، أشارت صحيفة "هم ميهن" إلى الانعكاسات الإيجابية على العملة الإيرانية بعد الإعلان عن التوصل إلى اتفاق على عودة العلاقات بين إيران والسعودية.
وقالت: "إذا كان الاتفاق مع السعودية وحدها يترك هذا الأثر على اقتصاد البلاد فكيف يكون الأمر لو تم التوصل إلى اتفاق مع القوى العظمى في العالم وإنهاء أزمة الملف النووي وحثت سلطات طهران إلى الإسراع في حلحلة أزمات إيران الدولية لأنها تترك الأثر الكبير على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للإيرانيين.
ومن الموضوعات الأخرى التي تطرقت لها صحف اليوم: الغموض في ملف تبادل السجناء بين إيران والولايات المتحدة الأميركية؛ فالبرغم من إعلان وزير الخارجية الإيراني، حسين أميرعبداللهيان، أمس الأحد 12 مارس (آذار)، أن النظام الإيراني توصل في الأيام الأخيرة إلى اتفاق مع أميركا بشأن تبادل السجناء، خرج المتحدث باسم البيت الأبيض لينفي ما ذكره الوزير الإيراني جملة وتفصيلا، واصفا تصريحاته بـ"الكاذبة".
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"خراسان": يجب استثمار فرصة الاتفاق مع السعودية وعدم تكرار فشل الاتفاق النووي
دعت صحيفة "خراسان" الأصولية السياسيين في إيران إلى تجنب التجربة "المرة" و"الخاسرة" للاتفاق النووي في موضوع الاتفاق مع المملكة العربية السعودية. وقالت إنه يجب الآن أن نأخذ العبر والدروس من الأخطاء التي ارتكبناها في السابق بعد أن ضحينا بـ"السياسة الخارجية" من أجل الحصول على مكاسب ومصالح فئوية قصيرة المدى في الداخل، في إشارة إلى عرقلة المتشددين إحياء الاتفاق النووي ومنع الحكومة السابقة من تحقيقه لتكون هي صاحبة الفضل في إبرام الاتفاق وتوظيفه سياسيا.
كما أضافت الصحيفة أنه وبعد إبرام الاتفاق النووي كانت هناك محاولات لإقناع السعودية بالتوصل إلى اتفاق مع إيران، لكن وبعد الهجوم على السفارة الإيرانية لدى طهران أضاعت البلاد هذه الفرصة.
"كيهان": الاتفاق الأخير بين طهران والرياض نتيجة لتحولات كبيرة على صعيد العالم والمنطقة
بشكل حثيث تحاول صحيفة "كيهان" المقربة من الحكومة مصادرة الاتفاق مع السعودية لصالح الحكومة الأصولية بقيادة إبراهيم رئيسي، بالرغم من أن من أبرم الاتفاق كان سكرتير الأمن القومي الإيراني علي شمخاني الذي يعد ممثلا للنظام برمته وليس للحكومة.
واختارت الصحيفة في صفحتها الأولى عدة صور لوزير الخارجية وهو يلتقي بعدد من مسؤولي الدول الأخرى وأرفقت بجانب هذه الصورة صورة صغيرة لشمخاني وهو يصافح المسؤول السعودي في بكين، وذلك للتقليل من دور شمخاني وإبراز دور عبداللهيان، وبالتالي الحكومة الحالية.
ورغم أن الصحيفة لعبت دورا محوريا في قطع العلاقات بين إيران والسعودية خلال السنوات السبع الماضية إلا أنها تحاول الآن أن تدعي أنها والتيار الذي تدعمه يحوزان الفضل كله فيما يتعلق بتحسين علاقات طهران مع الدول المجاورة لها.
وأقر كاتب الصحيفة سعد الله زارعي في مقال له بأن الاتفاق الأخير بين طهران والرياض نتيجة لعدد من التحولات الكبيرة على الصعيد الدولي والإقليمي وناتج عن مراجعات كل من إيران والسعودية لحساباتهما السابقة مما يجعل هذا الاتفاق يحظى بأهمية خاصة.
"آرمان امروز": التعاون العسكري بين إيران وروسيا سيمنع أي محاولة لحل أزمة الاتفاق النووي
قال السفير الإيراني السابق في النرويج، عبدالرضا فرجي راد، في مقابلة مع صحيفة "آرمان امروز" إن هناك عاملين رئيسيين يحولان دون توصل إيران إلى اتفاق مع الغرب حول الاتفاق النووي؛ الأول الخلاف مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والثاني التعاون العسكري بين إيران وروسيا، ولو بدأت إيران في محاولاتها لحل هذه الخلافات بموضوع روسيا والتعاون العسكري معها كان من اليسير التوصل إلى اتفاق حول الملف النووي، لكن بما أننا بدأنا من موضوع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وقضية تبادل السجناء فإنه حتى لو تم التوصل إلى اتفاق حول هذين القضيتين تبقى قضية التعاون العسكري مع روسيا قضية محورية في عرقلة حلحلة المشاكل مع الدول الغربية.
واستدرك الكاتب بالقول: "اللهم إلا إذا تم التوصل إلى اتفاق قصير المدى أو تنفيذ الخطة (ب) بعد إزاحة موضوع الاتفاق النووي، وبالمجمل فإن الوضع الآن بات أفضل من السابق ويجب على طهران استغلال كل فرصة لخفض مستوى التوترات والتصعيد مع الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية.
بدوره قال الباحث والمحلل السياسي مهدي مطهرنيا للصحيفة، تعليقا على الاتفاق بين إيران والسعودية: "ما تم بين إيران والسعودية يسمى المصالحة الدبلوماسية، لكن يجب أن نتساءل هل ستصمد هذه المصالحة أم لا؟ السؤال الآخر يجب أن نوجهه إلى ماهية الحكومة الموجودة في إيران، فلو كانت الحكومة تتبنى الخطاب الثوري (تصدير الثورة) في التعامل مع الملفات الخارجية فيجب أن نقرر أن الاتفاق لن يكون ذا منفعة لإيران وسيفشل سريعا".