بعد أشهر من إصرار الحكومة على إنتاج لقاحات كورونا محليًا، أعلن مسؤولون في شركات اللقاحات الإيرانية خلال لقائهم مع البرلمانيين الإيرانيين أن اللقاحات سينتهي تاريخ صلاحيتها وشيكا بسبب عدم دعم الحكومة.
وأفادت وكالة أنباء البرلمان الإيراني "خانه ملت"، أول من أمس الخميس، أن اجتماع لجنة الدواء والغذاء التابعة للبرلمان انعقد بمشاركة مسؤولين من 7 شركات لإنتاج لقاحات كورونا.
وشدد رئيس اللجنة، عبد الحسين روح الأميني، على ضرورة الاستعداد لمواجهة فيروسات جديدة، ودعا حكومة إبراهيم رئيسي إلى دفع تكاليف الاحتفاظ باللقاح وعدم التخلي عن البنيته التحتية الإنتاجية.
وتابع روح الامينى أنه كان من المفترض أن تشتري الحكومة اللقاحات المحلية مسبقا، قائلا إنه ليس فقط لم يتم القيام بذلك، بل لم يتم أيضا تسديد ديون شركات اللقاح.
وكانت العديد من شركات اللقاحات الإيرانية، انتقدت في الأشهر الأخيرة، الاستيراد الواسع للقاحات كورونا.
ومن جهته فإن عباس أشتري، المشرف على إنتاج المنتجات البيولوجية في معهد "رازي"، كان قد انتقد في سبتمبر (أيلول) الماضي "كثرة" استيراد لقاح كورونا "الذي أدى إلى إهمال المسؤولين اللقاح المحلي"، داعيا الحكومة إلى دعم المنتجين المحليين للقاح.
وخلال اجتماع شركات إنتاج اللقاح الإيرانية مع لجنة الدواء والغذا التابعة للبرلمان الإيراني، قال علي رضا بيكلري، رئيس معهد باستور، إن المعهد أنتج نحو 17 مليون جرعة من اللقاح حتى الآن، وتم تسليم 12 مليونا منها، و"الباقي جاهز للتسليم، لكن الحكومة دفعت حتى الآن أقل من 30 في المائة من تكاليف الإنتاج".
من جهته، قال علي إسحاقي، رئيس معهد رازي لأبحاث اللقاح وإنتاج الأمصال، في الاجتماع، إنه من بين 5 ملايين جرعة من اللقاح تم تسليمها، تم دفع 8 في المائة فقط من المبلغ وأن ديون المعهد التي ينبغي دفعها لنا تصل إلى 800 مليار تومان.
وأضاف إسحاقي أن 4 ملايين جرعة من اللقاح موجودة في مستودعات المعهد، و"لم يتم تحديد مصيرها"، وأن مسؤولي المعهدا لا يعرفون مع من يجب أن يوقعوا العقد.
يشار إلى أن بقاء هذه الكمية الكبيرة من اللقاحات القابلة للحقن في مستودعات الشركات الإيرانية والتي تقترب من انتهاء صلاحيتها، بينما تسعى دول مختلفة الآن إلى إنتاج اللقاحات المستنشقة.
وبعد إنتاج لقاحات ضد كورونا من قبل شركات عالمية شهيرة، منع المرشد الإيراني في يناير (كانون الثاني) 2021 استيراد اللقاحات الأميركية والبريطانية، وشدد على ضرورة الإنتاج المحلي للقاح، ولكن مع تفاقم أزمة المرض خلال الأسابيع الماضية اعتبر خامنئي كورونا مؤخراً بأنها قضية "عاجلة وأولى" للبلاد وطالب بتوفير اللقاح بأي شكل ممكن.
وسبق أن وصف خامنئي مرض كورونا بأنه "مرض عابر"، وقال: "لا نعتقد أن هذا المرض خطير للغاية، وهناك أمراض أخطر من هذا، ويمكن حل العديد من المشاكل من خلال الدعاء والتوسل".
وأدى التباطؤ في استيراد اللقاحات إلى إيران بذريعة الإنتاج المحلي إلى تفاقم تفشي كوفيد-19 في إيران وشهدت البلاد أرقاماً قياسية جديدة لإحصاءات الوفيات والإصابات فيها، فيما حذر العديد من المسؤولين الصحيين في مختلف المدن الإيرانية من نقص الأدوية والمستلزمات العلاجية والطاقم الطبي لديها.
وعلى الرغم من الوعود بدعم الشركات المحلية في مجال إنتاج لقاح كورونا، انتقدت العديد من هذه الشركات مرارًا عدم دعم الحكومة وعدم وجود مشترين للقاحات.
وتزامنا مع هذه الانتقادات، أعلن مسؤولو الجمارك في مارس (آذار) الماضي، أن وزارة الصحة لم تطالب جمارك مطار الإمام الخميني بإصدار ترخيصات لثلاث شحنات من لقاح أجنبي لكورونا.
وبالتالي يأتي الحجم الكبير للقاحات المستوردة إضافة إلى اللقاحات المنتجة محليًا والتي لا يوجد لها عملاء، في حين أن إحصاءات الإصابة والوفيات بسبب كورونا في إيران تسير في انخفاض، كما انخفضت الرغبة لدى المواطنين في تلقي اللقاحات.
وقد أعلنت وزارة الصحة الإيرانية أمس الجمعة عن وفاة 21 شخصا بسبب كورونا في إيران، كما انخفضت الإصابات إلى أقل من ألف مصاب يوميا.