اختلفت ردود فعل الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الأربعاء 2 فبراير (شباط)، على وفاة مرجع التقليد الإيراني لطف الله صافي كلبايكاني ما بين معدد لمناقبه ووصفه بـ"شيخ المراجع"، و"حافظ استقلال الحوزة العلمية"، ومتجاهل لوفاته.
وأثارت دعوة صافي كلبايكاني- قبل وفاته بأسابيع- السلطات الإيرانية بالانفتاح على العالم وتحسين علاقات إيران الخارجية هجوما عليه من الأوساط الأصولية المقربة من المرشد، وعلى رأسها صحيفة "كيهان" وموقع "رجاء نيوز"، الذي اتهم مرجع التقليد بتضليل الناس و"اتباع القوى العلمانية سياسيًا".
وعنونت صحف اليوم بعناوين مختلفة عن وفاة كلبايكاني، وكتبت "نقش اقتصاد": "الوداع مع الفقيه المطالب"، مشيرة إلى أن كلبايكاني كان من المراجع الذين دعوا إلى إنشاء علاقات بناءة لإيران مع الدول الأخرى، أما صحيفة "كيهان" فلم تخصص سوى خبر قصير في هامش صفحتها الرئيسية، وهو ما يعزز فكرة الموقف السلبي للصحيفة من المرجع لا سيما إذا ما قورن ذلك بأحداث مشابهة ووفيات مراجع تقليد أخرى.
في شأن آخر أشارت الصحف الإصلاحية إلى الجدل الذي أثير على خلفية برنامج تلفزيوني رسمي استضاف ناشطتين إصلاحيتين، لكنهما سرعان ما غادرا البرنامج واتهما المقدم والقائمين على البرنامج بتسيسه وفتح المجال للمنتقدين للتيار الإصلاحي عبر الهاتف، بدل الاستماع إلى كلام الناشطتين الإصلاحيتين زهراء شجاعي وشهیندخت مولاوردی.
وكتبت صحيفة "آفتاب يزد" عن الموضوع وقالت: "مغادرة الحلبة المجهزة مسبقا"، منوهة إلى أن القائمين على البرنامج قد حاولوا إدارة كلام الناشطتين والسيطرة عليهما، وهو ما دفع بهما لتفضيل الانسحاب والخروج من البرنامج المباشر.
كما كتبت "اعتماد" بالخط العريض وقالت: "الاحتجاج على إدارة النقاش" ناقلة كلام شهیندخت مولاوردی، المساعدة السابقة لرئيس الجمهورية السابق حسن روحاني في شؤون النساء، حيث قالت بعد مغادرتها للبرنامج: "اعطوا الوقت المحدد للإجابة على التهم الموجهة لنا مرة أخرى للرد على من كال لنا التهم والافتراءات".
وعن احتجاجات المعلمين المستمرة منذ أيام أجرت صحيفة "مستقل" مقابلة مع المتحدث باسم المجلس النقابي للمعلمين، محمد حبيبي، الذي قال للصحيفة إن الحكومة والبرلمان يحاولان التهرب من تنفيذ قانون تصنيف المعلمين، مؤكدا عزم الحكومة انتهاج الطرق الأمنية في التعامل مع احتجاجات المعلمين المستمرة.
وأضاف للصحيفة: "اليوم لم تعد الحكومة قادرة على السيطرة واحتواء الاحتجاجات من خلال عمليات الاعتقال والمضايقات الأمنية، فبالرغم من تشكيل ملفات قضائية وأمنية ضد المشاركين في هذه الاحتجاجات من المعلمين نشاهد استمرار هذه المطالب والتظاهرات منذ أكثر من ستة شهور".
والآن نقرأ بعض الموضوعات الأخرى في صحف اليوم:
"صداي اصلاحات": رئيسي وأعضاء حكومته لا يعرفون طرق الحكم والإدارة
قال الناشط السياسي، محمد غرضي، في تصريحات نشرتها صحيفة "صداي اصلاحات" إن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وأعضاء حكومته لا يعرفون طرق الحكم والإدارة، وإن الحكومة حتى الآن لم تستطع الوفاء بما تعهدت به من أمور وقضايا، حيث ادعى رئيسي قبل الوصول إلى السلطة أنه يستطيع حل مشاكل الناس وتلبية مطالبهم وتطلعاتهم.
وأضاف غرضي قائلا: "إن الحكومات الإيرانية المتعاقبة منذ الثورة وحتى اليوم وبدل العمل من أجل الثورة ومكتسباتها؛ حاولت العمل لتحقيق أهداف ومصالح تياراتهم والأحزاب التي يمثلونها وبهذا تكون الحكومة قد ابتعدت عن الثورة".
وأعرب عن أمله في قدرة رئيسي على الحفاظ على سعر الدولار كما هو الحال الآن وإلا فإن الأمور ستسير عكس مصلحة الثورة، حسب تعبيره.
"اعتماد": لا تنخدعوا بإحصاءات الحكومة عن الصادرات
دعا مجيد رضا حريري، عضو الغرفة التجارية الإيرانية، في مقال له بصحيفة "اعتماد" إلى عدم الانخداع بالأرقام والإحصاءات التي تعلن عنها الحكومة لإثبات زيادة الصادرات الإيرانية، مؤكدا تراجع الصادرات الإيرانية في الفترة الأخيرة لكن زيادة العائدات سببها ارتفاع الأسعار العالمية وليس ازدهار الصادرات الإيرانية، حسب الكاتب والخبير في التجارة الإيرانية.
وأوضح حريري أن التقييمات الصحيحة تكشف أن الواقع الجديد والنمو التجاري ليس له علاقة بسياسات الحكومة الاقتصادية، مشيرا إلى ارتفاع الأسعار العالمية في مختلف القطاعات بما فيها النفط والبتروكيماويات والفولاذ وغيرها.
"شرق": المشاكل لا تحل عبر الشعارات الفارغة
قالت صحيفة "شرق" إن الوضع الاقتصادي في إيران أصبح سيئا للغاية، بحيث بات المواطن يعيش في ظروف لم يكن قد جربها خلال العقود الأربعة الأخيرة، منوهة إلى أن بعض قطاعات الشعب أصبحت عاجزة عن توفير الخبز، ناهيك عن أساسيات الحياة الأخرى مثل السكن والملابس والتعليم، وهذا الوضع المتردي كان السبب في زيادة الهجرة إلى المدن الكبرى والمشاكل الأسرية وتنامي ظاهرة السرقة في المجتمع، كما تقول الصحيفة.
وأجرت الصحيفة في هذا السياق مقابلة مع البرلماني السابق والناشط الإصلاحي، غلامحسين كرباسجي، الذي قال للصحيفة إن على الحكومة أن تنظم سياساتها الخارجية بطريقة تقود إلى حل مشاكل الناس، فالمشاكل لا تحل بالشعارات الفارغة، مضيفا: "على أصحاب القرار في السياسة الخارجية الإيرانية أن ينزلوا من أبراجهم العاجية ويفكروا قليلا في حال الشعب وما توصل إليه الوضع".
"جهان صنعت": فكرة "الاقتصاد المقاوم" جعلت إيران في عزلة داخلية
اعتبرت صحيفة "جهان صنعت" الاقتصادية أن فكرة "الاقتصاد المقاوم"، التي يناصرها المرشد علي خامنئي والتيار الموالي له، جعلت من إيران تعيش عزلة داخلية، موضحة أن سبب الكساد الاقتصادي في إيران يعود لتبني هذه الفكرة، وبينت أنه وفي حال رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران فإنه لا أمل في تحسين الوضع الاقتصادي لأن الاقتصاد يحقق النمو والازدهار في ظل وجود منافسة وتجارة حرة، وهو ما لا يضمنها ما يعرف بـ"الاقتصاد المقاوم" الذي كثر الحديث عنها في الداخل الإيراني، حسب الصحيفة.