بعد أن حذر متحدث باسم صناعة الكهرباء في إيران من نقص الغاز في محطات الكهرباء وانقطاعات متكررة للتيار الكهربائي، أعلن مساعد محافظ طهران ومدير شركة غاز أصفهان عن نقص خطير في الغاز في خريف وشتاء هذا العام.
وتأتي تحذيرات المسؤولين الإيرانيين رغم تصريحات وزير النفط الإيراني، جواد أوجي، بأن بإمكان إيران أن تحل أزمة الوقود العالمية.
وقال أوجي، في تصريحات له، اليوم الثلاثاء 5 أكتوبر (تشرين الأول)، إن الناس في بريطانيا وأوروبا والولايات المتحدة يواجهون تحديات في إمدادات الوقود، وإنه إذا تم رفع العقوبات، فإن إيران مستعدة لحل تحدي إمدادات الوقود للدول المتقدمة.
من جانبه أوضح عبد الرضا جراغعلي، مساعد منسق الشؤون المدنية بمحافظة طهران، على هامش اجتماع مجموعة العمل للحد من تلوث الهواء أنه "في خريف وشتاء هذا العام، فإن إحدى المشاكل الرئيسية في محافظة طهران تتمثل في النقص اليومي البالغ 150 مليون متر مكعب من الغاز".
وقال المسؤول بمحافظة طهران، إنه تم وضع خطط واتخاذ إجراءات لتعويض هذا النقص في الغاز.
في الوقت نفسه، قال مصطفى علوي، الرئيس التنفيذي لشركة أصفهان للغاز، إن العام الماضي كان هناك عجز في الغاز بنحو 15 مليون متر مكعب خلال ذروة الاستهلاك في أصفهان، والتي من المتوقع أن تزداد هذا العام بنسبة 10 في المائة، خاصة في الاستهلاك المنزلي والقطاعات الصناعية، وقد يصل هذا العجز إلى 25 مليون متر مكعب في اليوم.
وفي 10 سبتمبر (أيلول) الماضي، أعلن وزير النفط، جواد أوجي، عن عجز يومي قدره 200 مليون متر مكعب من الغاز في الشتاء، وقال إنه من المتوقع أن يكون هناك عجز قدره 200 مليون متر مكعب من الغاز في يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) من العام المقبل.
وقال وزير النفط أيضا إن حجم احتياطيات وقود محطة توليد الكهرباء انخفض بنسبة 30 في المائة عن العام الماضي، لكنه لم يذكر أسباب التراجع.
وتأتي تصريحات المسؤولين الحكوميين حول "نقص الغاز" حيث حذر مصطفى رجبي مشهدي، المتحدث باسم صناعة الكهرباء، من أن أي قيود على تزويد المحطات بالوقود ستقلل من إنتاج محطات الطاقة الحرارية وتحد من إمدادات الكهرباء.
وأشار المتحدث باسم صناعة الكهرباء إلى أن حوالي 90 في المائة من توليد الكهرباء في إيران يأتي من محطات الطاقة الحرارية، مضيفًا أن هذه المحطات تستخدم الغاز أو الوقود السائل، وفي العام الماضي كانت هناك قيود على إمدادات الكهرباء بسبب زيادة استهلاك الغاز في القطاع المنزلي.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية "إيرنا"، أنه بسبب "زيادة الاستهلاك المنزلي للغاز في الشتاء وانخفاض إمدادات الغاز لمحطات الكهرباء والصناعات، على الرغم من الالتزام بتخصيص 50 مليون متر مكعب من الوقود السائل، من المتوقع حدوث نقص في وقود محطة توليد الكهرباء، هذا الشتاء".
وقد أشار مسؤولون مختلفون في وزارة الطاقة وشركة الكهرباء في يناير وفبراير من عام 2021، في أعقاب انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع في طهران ومدن أخرى في إيران، إلى "نقص الغاز" والفشل في توفير الوقود لمحطات الطاقة كواحد من الأسباب الرئيسية لانقطاع التيار الكهربائي.
وتم توفير جزء من الغاز المستهلك في إيران من تركمانستان منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، ولكن بعد حدوث خلاف بين البلدين، قطعت تركمانستان صادرات الغاز إلى إيران، وقدمت شكوى أمام محكمة التحكيم الدولية.